الغذائية ، وتتبيل المآكل المستعملة على الموائد ، فكما تلذذ الفم تنبه المعدة وتوقظ قواها الهضمية ، وثبت بالتجريبات الصحية أن النباتات الشفوية التي اجتمعت فيها خواص التنبيه والتقوية تؤثر تأثيرا خاصا على الجهاز التنفسي حيث توصل له تنبها مناسبا ، ولذا يستعمل مع النفع منقوع الزوفا والعليق الأرضي ونحوها في النزلات الرئوية المزمنة إذا زال التهيج ولم يبق الإسعال مستعصيا غالبا متعب متسبب عن المواد المخاطية المقيمة في الشعب ونقول بالاختصار كما قال المعلم ريشار : ليس شيء من النباتات الشفوية خطرا بل كلها عطرية منبهة أو مرة مقوية ، وتستعمل في العادة الأوراق ، والأطراف المزهرة لتلك النباتات فيحضر منها في الغالب منقوعات شائبة تصنع بأخذ درهمين من النبات لمائة درهم من الماء المغلي ، وعصارة تلك النبات قليلة الاستعمال وتحتوي على قليل من الماء فلذلك إذا أريد دقها يضاف لها منه ثم تنقى العصارة بالترشيح ، ويستعمل كثير من ماء مقطر تلك النباتات وهي شديدة العطرية مغليات وخلاصات وأدهانا طيارة وغير ذلك.
(النعنع)
يسمى بالإفرنجي منت وباللطينية منتا بفتح الميم وسكون النون ثم تاء مثناة آخره ، وقد جعل هذا الاسم جنسا من الفصيلة الشفوية يحتوي على أنواع ، وصفاته أن الكأس أنبوي قريب للأسطوانية ذو خمسة أسنان حادة والشفتان العلويتان أصغر من غيرهما ، والتويج قمعي الشكل أطول بقليل من الكأس ، وذو أربعة فصوص حادة قريبة للتساوي ، والذكور أربعة ذوات قوتين ومتباعدة عن بعضها ، وتكاد لا تجاوز أنبوبته التويج والمهبل دقيق خيطي الشكل بارز خارج التويج ومنته بفرج ثنائي التشقق فيشاهد أن هذا الجنس عظيم الاعتبار بالانتظام الظاهر لمحيطه الزهري وإنما قلنا بالانتظام الظاهر ؛ لأنه يوجد دائما فصا متصفان بعدم التساوي قليلا مع غيرهما ، وذلك يلزمه عدم التساوي أيضا في الذكور ويفيد أن هذا الجنس غير منثن بالنظر لذلك من الصفات العامة لهذا النبات ، والنباتات النعنعية تسهل معرفتها أيضا بتزهرها فإن أزهاها مهيأة بهيئة إحاطية متكاثفة جدا ، أو إبطية أو بهيئة سنبلية ، وجميع أجزاء النباتات تتصاعد منها رائحة نفاذة مقبولة غالبا ، وناشئة في وجود مقدار كبير من دهن طيار ، والأنواع النعنعية كثيرة تزيد عن ستين نوعا ، ولكن كثيرا ما يعتبرون الأصناف أنواعا ، وأغلبها يألف المحال الرطبة المظللة من البلاد الجنوبية ، ويوجد منها أنواع بمصر والهند الشرقي ، ويمكن أن يعد من أنواعه التي لها استعمال مشهور في الطب سبعة أنواع :
(النوع الأول النعناع الغلغلي)
هو أعظم الأنواع ، يسمى باللسان النباتي عند المعلم كميت منتاببيرينا ، ومعناه ما ذكر.