تقليلا وتكثيرا. السابع : للتقليل كثيرا وللكثير قليلا. الثامن : عكسه ، أي للتكثير كثيرا وللتقليل قليلا ، وهو الّذي جزم به ابن مالك في التسهيل.
واختاره ابن هشام في المغني ، قال : فمن الأول (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) [الحجر / ٢] ، وقوله (ع) : يا ربّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة (١). وسمع الكسائيّ أعرابيّا ، يقول بعد انقضاء شهر رمضان : «يا ربّ صائمه لن يصومه ، ويا ربّ قائمه لن يقومه». وقال الشاعر [من المديد] :
٣٥٨ ـ ربّما أوفيت في علم |
|
ترفعن ثوبي شمالات (٢) |
وجه الدليل أنّ الآية والحديث والمثال مسوقة للتخويف ، والبيت مسوق للافتخار ، ولا يناسب واحدا منهما التقليل.
ومن الثاني قول الشاعر [من الطويل] :
٣٥٩ ـ ألا ربّ مولود وليس له أب |
|
وذي ولد لم يلده أبوان |
وذي شامة غرّاء في حرّ وجهه |
|
مجلّلة لا تنقضي لأوان |
ويكمل في تسع وخمس شبابه |
|
ويهرم في سبع معا وثمان (٣) |
أراد آدم (ع) وعيسى (ع) والقمر. انتهى ملخّصا.
وقوله لم يلده بإسكان اللام ، وأصله لم يلده بكسرها وإسكان الدّال ، ثمّ سكنت اللام تشبيها لها بتاء كتف ، فالتقي ساكنان فحرّكت الدّال اتباعا لفتحة الياء ، وبالضّمّ اتّباعا لضمة الهاء. قاله الدمامينيّ.
«وتختصّ ربّ» بالظاهر «النكرة» لفظا ومعنى ، أو معنى فقط ، نحو ربّ رجل وأخيه ، ويغلب وصف هذه النكرة ، ولا يلزم خلافا للمبرّد وابن السّراج والفارسيّ وأكثر المتأخّرين منهم الشلوبين ، وفي البسيط أنّه رأي البصريّين ، لأنّ عاملها يحذف غالبا ، فجعل التزام الوصف كالعوض ، والأوّل هو ظاهر نصّ سيبويه ، وعليه نصّ الأخفش ، وقاله الفرّاء والزّجّاج وابن طاهر وغيرهم ، واختاره ابن عصفور ، لأنّ ما فيها من معنى القلّة والكثرة مغن عن الوصف كما في كم الخبريّة ، واحتجّ عليه بقول أم معاوية [من الكامل المجزوء] :
٣٦٠ ـ يا ربّ قائلة غدا |
|
يا لهف أمّ معاوية (٤) |
وقوله [من الطويل] :
__________________
(١) تقدّم في ص ٧١.
(٢) البيت لجذمية ألأبرش اللغة : أوفيت : أشرفت ، العلم. الجبل ، الشمالات : رياح الشمال الشديدة.
(٣) الأبيات لرجل من أزد السراة وقيل : لعمرو الجنبي.
(٤) هو لهند أم معاوية بن أبي سفيان قالته يوم بدر.