كما في سائر الأوصاف المشتقّة ، تقول : هذه امرأة حسنة الوجه ، ورجال حسان الوجه ، ولا تقول : زيد حسنة عينه ، بنصب العين على التشبيه بالمفعول ، وتأنيث الصفة نظرا إلى أنّ العين في الأصل فاعل. وقد كانت تؤنّث عند إسنادها ، وإنّما تقول : حسن عينه بالتذكير رعاية للضمير المستكن في الصفة عائدا إلى زيد.
الرابع : قد يضمن الجامد معنى المشتقّ ، فيعطي حكم المشبهة ، وهو قليل ، كقول الشاعر [من البسيط] :
٦٣٥ ـ فراشة الحلم فرعون العذاب وإن |
|
تطلب نداه فكلب دونه كلب (١) |
وقول الآخر [من الوافر] :
٦٣٦ ـ فلولا الله والمهر المفدّي |
|
لرحت وأنت غربال الإهاب (٢) |
فضمن فراشة الحلم معنى طائش ، وفرعون معنى أليم وغربال معنى مثقب ، فأجريت مجراها إلى ما هو فاعل في المعنى ، ولو رفع بها أو نصب بها لم يمتنع ، وإلى هذه المسألة أشار ابن مالك في الكافية بقوله [من الرجز] :
٦٣٧ ـ وضمّن الجامد معنى الوصف |
|
فاستعمل استعماله بضعف |
كأنت غربال الإهاب وكذا |
|
فراشة الحلم فراغ المأخذا |
__________________
(١) هو للضحاك بن سعد : اللغة : فراشة الحلم : طائش. فرعون : إلى م. الندي : الجود والسخاء.
(٢) هو لمنذر بن حسان. اللغة : المهر : أول ما ينتج من الخيل والحمر الأهلية وغيرها. الغربال : مثقب.