يحلّ محله فعله مع استقامة المعنى ، فيقال : ما رأيت رجلا يحسن في عينه الكحل كحسنه في عين زيد ، ولأنّه لو لم يعرب المرفوع في ذلك فاعلا كان مبتدأ ، وأحسن خبره ، ولزم الفصل بين أفعل ومعموله بأجنبيّ ، وهو الكحل.
تنبيهات : الأوّل : الأصل في هذه المسالة أن يقع الاسم الظاهر بين ضميرى ن : أوّلها للموصوف وثانيهما للظاهر ، كما مثّلنا ، وقد يحذف الضمير الثاني ، وتدخل من إمّا على الاسم الظاهر أو على محلّه أو على ذي المحلّ ، فتقول : ما رأيت رجلا أحسن في عينه الكحل من كحل عين زيد ، أو من عين زيد ، أو من زيد ، فيحذف مضافا أو مضافين ، وقد لا يؤتي بعد المرفوع بشيء ، فتقول : ما رأيت كعين زيد أحسن فيها الكحل ، قالوا : ما أحد أحسن به الجميل من زيد ، والأصل ما أحد أحسن به الجميل من حسن الجميل بزيد ، ثمّ إنّهم أضافوا الجميل إلى زيد لملابسته له في المعنى ، ثمّ حذفوا المضاف ، وأقاموا المضاف إليه مقامه ، قاله في الأوضح.
الثاني : قال ابن مالك : لم يرد هذا الكلام المتضمّن رفع الظاهر إلا بعد النفي ، ولا بأس باستعماله بعد النهي والاستفهام الّذي فيه معنى النفي ، نحو : لا يكن أحد أحبّ إليه الخير منه إليك ، وهل رأيت رجلا أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد.
ومنع ذلك أبو حيّان ، فقال : يجب اتّباع السماع والاقتصار على ما قالته العرب على أنّ إلحاقهما ظاهر في القياس ، لكن الأولى اتباع السماع.