الطفح ؛ كالصخور الحبوبية والبورفيرية والطرشيت والبازلت والطفحات البركانية الجديدة كذلك انقذفت منه على سطح الأرض مياه في حالة الغليان مشحونة بكربونات الجير الحمضي المصحوب بالسليس غالبا وذلك كينابيع جزيرة أزلانده التي تخرج منها في أيامنا هذه نافورات من ماء مغلي محتو على السليس ذائبا ، فإن قيل : كيف تكونت الأراضي من كربونات الجير الحمضي الذائب في المياه الجارة قلنا : لما كان البحر مغطيا أغلب سطح الكرة الأرضية في الأزمان الأولية كانت المياه الحارة المشحونة بكربونات الجير الحمضي تستفرغ في باطن هذه المياه بالضرورة فصارت مياه البحر محتوية على مقدار عظيم من هذا الملح فاستولت الحيوانات العديدة التي كانت تعيش في البحار الأصلية خصوصا الحيوانات النباتية والحيوانات الرخوة ذات الأصداف على هذا الملح من مياه البحر لتكوين غلافاتها ، وكانت الحيوانات الرخوة والمساكن الأخطبوطية كثيرة العدد في هذا السائل المحتوي على كثير من هذا الملح ، وبعد هلاك هذه الحيوانات زالت مادتها الحيوانية بالتعفن في باطن الماء ولم يبق منها إلا المادة الغير العضوية ، أي كربونات الجير الذي كانت غلافاتها مكونة منه فصارت هذه الرسوبات الجيرية تتكون وتتراكم على شكل طبقات سميكة في قاع البحار ، ثم انضمت إلى بعضها فتكونت منها طبقات ، ولما صارت هذه الطبقات تزداد بمضي القرون تكونت منها الأراضي الجيرية التي نشاهدها الآن ، ويدل على ما قلناه : أن يتأمل في قطعة صغيرة من الطباشير بالمنظار المعظم فإنه يرى عند ذلك أنها مكونة من بقايا عديدة من مساكن أخطبوطية وقواقع أمونية ، وهذه الظاهرة العجيبة حاصلة ببحر بلطق في عصرنا هذا فقاعه أخذ بالبحر في الارتفاع منذ قرون بسبب رسوب القواقع البحرية الجيرية الحجرية والرمل والطفل فيه ولا شك أن بحر بلطق ينطمي بهذه الرسوبات بمضي الزمن القديم ، وتتكون الأراضي الطباشيرية من ثلاث طبقات ، أي مجاميع تعد من أسفل إلى أعلى :
أولاها : طبقة الحجر الرملي الأخضر.
وثانيتها : طبقة الطفل والمارن الأخضر. وثالثتها : طبقة الحجارة الجيرية الطباشيرية البلاطية ، والجواهر المعدنية في هذه الطبقة كثيرة كملح الطعام وحجر الجص ، والطفل المندمج المعد لصناعة الآجر ، وتوجد في قاعدتها طبقات قليلة السمك من الخشبيت القاري ، ويوجد بين طبقات الخشبيت طفل أسود قاري يحتوي على نباتات حفرية استحالت إلى قار ، ويستخرج من هذه الطبقة حجارة نحت ، بل رخام ذو ألوان مختلفة ، والغالب أن يكون ضاربا للصفرة كما في الرخام الذي يوجد في بني سويف كما في رخام أسيوط ، ومن