بالمتر ستة ملايين وثلاثمائة وستة وسبعون ، وألفا وتسعمائة وأربعة وثمانون بالفراسخ ، وألف وأربعمائة وأربعة وثلاثون فرسخا وأربعة أخماس فرسخ.
وأما شعاع المحور القطبي فهو بالمتر ستة ملايين وثلاثمائة وستة وخمسون ألفا وثلاثمائة وأربعة وعشرون ، وبالفراسخ ألف وأربعمائة وثلاثون فرسخا وعشر فرسخ ، وقد جاب جميع كرة الأرض مع اختلاف أجزائها طولا وعرضا ما عدا قطبيها كثير من الناس فلم يمكنهم الوصول إليها ، لكثرة الجليد المائي لها دائما فوجد من امتحن أحوال البندول من السواحين أن ذبذبته في جميع الأماكن التي تحت خط الاستواء دائما تكون في مدد مستوية ، فلو سار أحد من عرض معين في جهة المشرق لوجد أن ذبذبة البندول دائما مستوية متى كان خط السير في بعد واحد عن القطبين ، وهذا مما يثبت أن سير بعضهم كان في بعد واحد عن مركز الكرة ، فإن قرب خط السير من أحد القطبين حصل الفرق في الذبذبة من أي ناحية كان التوجه ، ولو أن الأرض كروية لما كان كذلك ، بل لو كانت مسطحة لوجد فيها محال يكون تذبذب البندول فيها سريعا جدا ، ومحال يكون فيها بطيئا جدا ، وهذا لم يشاهد أبدا ، ويكفي استصحاب بندول واحد لاستيعاب كرة الأرض ، وهذا البندول يكون ساقا من معدن يعلق فيه جسم ثقيل.
هذا والعوام يتعجبون من استقرار الأجسام على الوجه السفلي من كرة الأرض مع كون تلك الأجسام غير مثبتة عليه بشيء مع أنهم لو عرفوا أن كتلة الحيوان صغيرة جدا بالنسبة لجرم الأرض ، الذي شعاعه المتوسط ، أعني الذي في الخامسة والأربعين من درجات العرض ألف وأربعمائة واثنان وثلاثون فرسخا ، أعني ستين مليونا وثلاثمائة وستة وستين ألفا وسبعمائة وخمسة وأربعين من المتر عرفوا مقدار عظم جذب الجرم للأجسام ولو كبرت كتلتها مهما كبرت وما تعجبوا من شيء.
وهاهنا تتم الخاتمة بعد إتمام الباب ، والله تعالى أعلم بالصواب ، ونسأله سبحانه وتعالى أن يحسن ختامنا ، ويحسن المآب ، وأن يدخلنا جنته بفضله ورحمته من غير حساب ، ومن غير سابقة عذاب بجاه سيد الأحباب ـ عليه الصلاة والسّلام ـ من رب الأرباب آمين ، والحمد لله وحده.