بعد يصير ثمرا نوويا محاطا من قاعدته بالكأس المستدام ، ومحتويا في الباطن على غلاف سميك يكون أولا لحميا ، ثم يصير جافا خيطيا ، وعلى لوزة محفورة من قاعدتها بتجويف صغير يسكن فيه جنين وحيد الفلقة ، والأوراق جناحية كبيرة ، وتتولد الكيزان من بين القواعد العريضة لذنيبات الأوراق.
والنوع الشهير لهذا الجنس هو الذي ذكرناه ، وهو شجر ينبت بالهند وسيما جزيرة ملوك كجزيرة السيلان أيضا ويعلو نحو أربعين قدما ، بل أكثر ، وقطره قدم وأوراقه طويلة نحو خمسة عشر قدما ، ووريقاته متقاربة منثنية مروحية الشكل ، والوريقات العليا مقطوعة متمزقة من القمة ، ونواته تستعمل في الهند كثيرا ، وتدخل مع أوراق البيتل الذي هو نوع من الفلفل ، ومع الكلس في تركيب المضغة وبراعيم قمة هذا النخل تؤكل كالبقول كما يحصل ذلك في كثير من الأنواع الأخر من هذه الفصيلة حيث يسمى ذلك بالجمار ، وتؤكل أيضا ثماره التي في حجم البيضة ، ولونها أصفر برتقالي ولكن الأكثر استعمالا هو اللوزة التي هي في حجم جوزة الطيب ، وتختلف بالبياض والحمرة مع حرافة فيها.
وتسمى جوز الفلفل وتقطع شققا من أوراق البيتل فيكون ذلك مضغة في الهند تمضغها الأهالي ، وإن كانت توسخ الأسنان ، وتخرم أحيانا انتظام المعدة إذا أفرط منها ، وتزعم الأهالي أن هذه المضغة تساعد على الهضم ، وتحفظ القوى التي ضعفت من العرق المفرط وحرارة المنطقة المحرقة ، وتصير اللعاب أحمر ، وتحمر الأجزاء الباطنة من الفم ، ويتسبب عنها في المرات الأول نوع سكر ، ونوى هذه الثمار هو أيضا البندق الهندي خلافا لما نقله كثير من الأطباء ، ويسمى أيضا عند الهنديين أفيلين ، كما يسمى أيضا شوفول ، وذلك النوى مخروطي صلب محاط بألياف أو وبر ، وهي بقايا نفس الثمار المجففة التي كانت صفراء ، وتخلط مع جواهر أخر تنبت هناك ليتركب منها نوع معجون مائع يستعمل منه نصف كوب يكرر مرتين في اليوم لمعالجة الإمساك الذي يحصل لبعض الأشخاص المصابين بعسر الهضم ، وثمار الفوفل قابضة جدا ، ويوجد فيها حمض عفصي ومقدار كبير من المادة العفصية ، وصمغ ودهن طيار وأملاح وغير ذلك.
وذكر المتقدمون أن الفوفل عموما يطيب النكهة ويقوي اللثة والأسنان مضغا ، وينفع من أمراض الفم المزمنة ، ويقع في الطيوب ومع العفص ينفع من الترهل ، ويقع في الإكحال لشد الحقن وقطع الدمعة ، والبندق الهندي (٤) هي كبندقة صغيرة غير صحيحة الاستدارة ، ولونها
__________________
(٤) قوله : والبندق الهندي ... إلخ. كذا بالأصل وليحرر. اه.