وقالوا أيضا : إنه ينبت بطرسوس وجميع أرض الشام وطبرية وجبال المقدس والعذر وجبل الحكار بالموصل وغير ذلك. اه. وقال ميرة : من المتأخرين ما محصله أن جذر هذا النبات النجيلي رائحته عطرية قوية مقبولة ، وطعمه عطري أيضا عذب فيه بعض مرار ، ويوجد في المتجر على هيئة صرر مركبة من خيوط يظهر أنها حزمة أعصاب أوراق غير تامة ، ولونها كالصدأ ، وليست هي إلا شوشة من شروش محمرة دقيقة رقيقة ملززة على بعضها ، ومتعلقة بجذور في غلظ ، ولكن بدون أوراق اه.
فالشرح الطبيعي الذي ذكره المتأخرون للجذر موافق تقريبا لما ذكره أطباء العرب من المتقدمين ، وقولهم أيضا في الشرح النباتي : إنه يوجد في رأس القصبة المرتفعة من وسط النبتة جسم أسفنجي في أطرافه شوك صغار يقرب مما ذكره المتأخرون في الشرح النباتي للجنس من قولهم : إن السنيبلات الخنثية تتركب من غلاف ذي ضفتين ، وهيئة كوز مكون من قشرتين غشائيتين علياهما تنتهي لحافة ملوية خشنة ، ومما ذكره ميرة أيضا في النوع الذي أخذ منه بعضهم جنسا مستقلا سماه (ويطغير) وأن الذي يميز هذا الجنس عن الآخر هو أن أزهاره عديدة وشوكية الكوز ، وأما الحزنبل المتقدم فذو شعر هدبي على زهر الكوز ، فقد اتضح لنا تعدد أنواع الحزنبل وأن الأنواع التي يخرج منها بالأكثر هي الحزنبل ، ولعل ذلك سبب تنوع الحزنبل ، عند عطاري العرب ، قال ميرة : والمظنون أن هذا النبات النجيلي هو المجهز لأحد أنواع الناردين الهندي ، واعتبره بعضهم مجهزا لقصب الذريرة كما ظن بعضهم أن هذا الدواء ليس بنجيلي ، وإنما هو الألياف الجذرية لنبات من جنس (والريانا) يسمى (جنا ملنس) ، وكل هذا ليس بشيء يجهز الحزنبل يقينا أندريوغون وذكر أنزلي : أن هذا النبات إذا كان رطبا كان طعمه كالزنجبيل ، وذلك هو السبب في تسميته عند الأنقليزيين بالزنجبيل الشحمي ، وذلك يوافق ما ذكر قدماء أطباء العرب من أنه إذا قلع في الربيع كان لينا كالشمع بحيث يكاد يقبل الانطباع ويتعجن إذا مضغ ، وفي بعض المؤلفات قد يشتبه بالإذخر ، وذكر قدماء العرب من الأطباء أيضا أن الحزنبل يعرف في الكتب القديمة (بالمريوفلن) عند أطباء الشام ، وعلمائها والحال أنه غيره فإن المريوفلن ينسب لفصيلة تسمى (أجروبيته) وهو جنس وحيد الغرس ثماني الذكور بعيد بالكلية عن جنس الحزنبل ؛ لأن نباتات مريوفلن الذي تسميه العامة سارق الماء لأن مائيته سابحة ساقها أسطوانية وأوراقها إحاطية المنشأ مقطعة إلى فصوص خيطية ، والأزهار صغيرة إبطية وحيدة عديمة الذنيب ومنضمة نحو الجزء العلوي من الساق ، والمبيض ملتصق رباعي الفصوص ، ويوجد في الأزهار المذكرة تويج مكون من أربعة أهداب مستطيلة ، والذكور ثمانية قائمة مندغمة أيضا كالتويج على الجزء العلوي من الكأس ، والأعصاب دقيقة والحشفات ، مستطيلة رباعية الزوايا ذوات مسكنين ، ومركز الزهرة مشغول