أنتيلة ، وقد علمت قول ميرة وليس له جذر عطري ، بل له سوق لم يقل به أحد من قدماء الأطباء ولا من أطبائنا كما أن المستغرب كون جذره سما ، وذكر جيبور أن وكلين حلل جذر الإذخر تحليلا كيماويا فاستخرج منه أولا مادة راتنجية لونها أحمر مسمر قائم وطعمها حريف ورائحته شبيهة برائحة المر وظن أنه نفس راتينج المر وثانيا مادة ملونة تذوب في الماء ، وثالثا حمضا ورابعا ملحا كلسيا ، وخامسا أوكسيد الحديد ، وسادسا مقدارا كبيرا أيضا من مادة خشبة اه.
ونقل القدماء من أطباء العرب عن ديسقوريدس أن أجوده الحديث المائل إلى الحمرة الكثير الزهر الذي في رائحته وردية ، وإذا تفتح كان في لونه فرفيرية ، وطيب رائحته ، وإذا دلك بالأيدي يلذع اللسان ، يحذو حذوا يسيرا ، ومنفعته في الزهر المسمى بالفقاح وقصب الأصول ، ونقلوا عن جالينوس أن زهره أي فقاحه يسخن أسخانا يسيرا ويقبض قبضا يسيرا أيسر من تسخينه ولا يخلو عن لطف ، ولذا يدر البول ويحدر الطمث إذا استعمل تكميدا بزهرة وشرب منه بقدر مثقال ويضمد به للأورام الحادثة في الكبد والمعدة وفمها وأصل هذا النبات أي جذره قبضا من زهرته ، وزهرته أكثر أسخانا من أصله والقبض موجود في جميع أجزائه لمن ذاقه ، إلا أن ذلك في بعضها أكثر وفي بعضها أقل ، وبسبب هذا القبض يخلط من الأدوية التي تسقى لنفث الدم ، وفي ديسقوريدس قوته قابضا مسخنة إسخانا يسيرا ملينة منضجة مفتتة للحصى مفتحة لأفواه العروق مدرة للبول والطمث محللة للنفخ وفقاحه نافع لمن ينفث الدم ولأوجاع المعدة والرئة والكبد والكلى ، وأصله يسقى منه وزن مثقال مع مثله فلفلا أياما لمن كان به غشيان مزمن أو حبن فإنه يبرأ منه ، (والحبن داء في البطن يعظم منه ويرم) ، وطبيخه موافق للأورام الحادثة في الرحم إذا حلبت المرأة فيه وشرب طبيخه ينفع من أوجاع المفاصل الباردة وفي أواخر الحميات البلغمية ، وكذا من وجع الأسنان تمضمضا ودلكا بسحيقه ، وقال الرازي في «الحاوي» : إن من الإذخر صنفا آجاميا وعزاه إلى جالينوس تابعه على ذلك جماعة كابن سينا وصاحب المنهاج وصاحب الإقناع وغيرهم ، وهذا غلط وسببه أن جالينوس ذكر الإذخر في المقالة الثانية ، وسماه باسمه اليوناني ، وأورد ما سبق لنا ذكره عنه ، ثم ذكر دواء آخر بهذا الاسم عينه ونسبه للآجام وليس بإذخر ولا من أنواعه ، وإنما هو النبات المسمى بالعربية أسل ، وهو السمار عند أهل مصر ، ويسمى عند عامة المغرب الداس ، وهو الذي يصنع منه الحصر فمنه الغليظ ومنه الدقيق ، ومنه ما يثمر ومنه ما لا يثمر وهو مشهور معروف فظن من رأى ذلك ظن غلط محض أن الاشتراك في الاسمية يوجب الاتحاد في الماهية والقوة ، وليس الأمر كذلك اه. من ابن البيطار.