قال : وهذا رأي يبعد أن نقول به ، وذكر لتخليص هذه الحبوب من حرافتها فيكفي تجفيفها في فرن دفئ قبل أن تطحن ، فالخبز الذي يعمل منها حينئذ لا يكون رديئا على الصحة ، وسيما إذا أكل حين ما يكون باردا ، وشاهد دوقندول مشاهدة صحيحة أنه كثيرا ما يدخل في الخبز ويؤكل بدون أن يحدث عوارض وقال : إنه في زمن القحط يكون غذاء للبشر بدون خطر ، ويشرب الفقاع الذي يعمل منه وبالجملة بزوره في الذوق سكرية الطعم قليلا كأغلب نباتات هذه الفصيلة ، وذلك ربما حمل على ظن أنها غير مضرة ، ولكن يظهر أن الحب إذا استعمل وحده كان مضرا ؛ لأنه يسبب عوارض مغمة ، وذلك يحصل بالأكثر في السنين الكثيرة المطر ، وهذا حمل العامة على ظن أن الحنطة في تلك السنين تتغير إلى زوان بالعكس كما ذكر مسيول شارح ديسقوريدس فقد اتفق أن شخصا أكل خبزا أربعة من خمسة من هذا الزوان فمات في اليوم الرابع بقولنجات شديدة وخبزه أسمر لا مرار فيه فإذا لم يكن في الدقيق تسع أي واحد من تسعة منه فإن الزوان يمنع التخمير العجيني ، ولا تكون نتيجته في التخمير محسوسة إلا إذا لم يكن منه إلا واحد من ثمانية عشر ، ولكنه بهذا المقدار يسبب عوارض نسبها جاليت لجوهر راتنجي وجد فيه ولماء استنباته ، وتلك العوارض تبطل نتائجها على رأيه بخلطه بمثل مقداره من دقيق الذرة في الخبز ، وذكر هذا المؤلف أن السكر مضاد للتسمم بالزوان ، وأكد فعله المسم سرازوان حيث شاهد من أعراضه الرئيسة دوارا وقمورا وأوجاعا في الرأس ، ونوع سبات من سكر ونحو ذلك ، ومع ذلك لم يشاهد هذا الطبيب شخصا مات به ، وشاهد أيضا أن الفقاع الذي يدخل هذا الجوهر تركيبه يسبب أيضا عوارض ، وأكد جماعة من الأطباء من تجريبات فعلوها مباشرة أنه سم مخدر للإنسان والكلاب والضأن والخيل والأسماك ، ويكون قليل الإيذاء أو غير مؤذ بالكلية للخنازير والبقر والبط والدجاج ، بل ذكر بعضهم أنه يسمن الديكة المخاصي والدجاج السمان ، إذا أطعمت من عجينته ، ويظهر أن القاعدة المؤذية فيه طيارة ؛ لأن المستحضر المضر هو الماء المقطر لبزوره المتخمرة ، وخبزه الحار هو الأخطر ، فبخاره كاف للسكر ، وإذا كان هذا الخبز غير متخمر لم يظهر كونه مؤذيا ، وعلى رأيهم لا يكون الخبز مضر إلا إذا كان محتويا على الزوان بمقدار الرابع ، وقال سيجيران : العلامة الأكيدة للتسمم بالزوان هي الاضطراب أي الارتعاش العام ، ثم يحدث سدر ودوار وطنين في الأذن وعسر في الازدراد وفي النطق بالكلام ، ثم تسقط الأشخاص في السبات ومداواة عوارضه تكون بالقيء ثم تستعمل المشروبات الحمضية ثم المقويات ، وبعبارة أخرى للمتقدمين من الأطباء دواؤه القيء ، وأخذ الربوب الحامضة وذلك الأطراف السفلى ، وأن ينشق الروائح المنبهة المقوية للدماغ ، وكان هذا الزوان مستعمل في زمن ديسقوريدس في الطب الخارج لإحياء القروح وشفاء القوابي والخنازير والسلع ونحو ذلك ، وكذا عند حكماء