وشاهد هذا العالم أحوالا كان السيلان فيها عرضا لسرطان في الرحم وانقطع النزيف بهذا الجوهر في أقل من ست وعشرين ساعة ، وبمقابلة الأمور الواقعية السابقة واللاحقة لبعضها يستنتج منها أن ميل الرحم لقبول تأثير الشيلم ليس ناشئا بإيضاح من حالة ألياف هذا العضو ، ويظهر أن مدة زمن المرض لها تأثير كبير في سرعة الشفاء ، فقد شوهد أن النزيف الذي له مدة شهر أو ستة أسابيع انقاد للدواء في ست ساعات أو سبع بل في ربع ساعة واتفق في أحوال شبيهة بذلك أنه لم يقف إلا بعد عشرين ساعة أو أربع وعشرين ، ويصح أن ينظر بهذا النظر باعتبار سن المرضى ، وقد يظهر النزيف أحيانا بعد انقطاعه بالكلية ، ولكن بصفات تختلف جدا عن التي كانت فيه أولا ، والغالب أن لا يكون هذا فيضانا دمويا نقيا ، وإنما يكون فيضانا مصليا مدمما شبيها بالسيلان النفاسي الذي يوجد له أحيانا رائحة فلا يكون مترو راجيات حقيقة ، وإنما هو رشح دم أقل كثرة من الذي تقوم منه الإطماث ، والظاهر أنه ليس هناك حالة مخصوصة في الرحم ولا في مدة المرض ولا في سن المرضى ولا في مزاجهن لها تأثير على تولد هذا العارض الخفيف ، وإنما الغالب أن يكون سببه عدم تدبير أحوال المرضى أو الغلط في كيفية استعمال الدواء أو ورود بعض أحوال على غفلة ، وأما القولنجات الرحمية فنقول فيها إن انقطاع النزيف لا يكون في حال من الأحوال نتيجة معزلة عن الظاهرات الأخر الرحمية ، وإنما مسبوقا أو مصحوبا بقولنجات تختلف شدتها ويظهر كونها مرتبطة بنقص السيلان الدموي فلا ينقطع النزيف ولا يتنوع بدون قولنجات تحدث قبل ذلك فهي في الغالب تقدمة لنفض الأنزفة الرحمية أو لتنوع عظيم فيها ، ويظن من تلك الموافقة أن كيفية تأثير الشيلم واحدة في شفاء الميتوراجيات وخمود الرحم والأنزفة التابعة لهذا الخمود فالدواء المذكور يؤثر بإحداثه انقباضا في ألياف الرحم نعم يظهر ببادئ النظر عسر إدراك وجود الانقباضات في منسوج مندمج ملذذ كمنسوج رحم بكر مثلا ، ولكن نقول : إنه حينئذ لا يخلو عن اتساع من وجود احتقان فيه وتراكم الدم في تجويفه فيسهل عليه قبول الانقباضات ، فتكون حركاته الميكانيكية كحركة الانقباضات التي تصحب الإجهاض بعد ثلاثة أسابيع أو شهر من الحمل أي فتكون التغيرات التي يكابدها منسوجة خفية جدا ، وأما شفاء الأنزفة السرطانية بهذا الدواء ، فبانقباض الألياف الرحمية أيضا التي جزء منها محوي في الجزء المتسرطن ، وأغلب الشرايين التي تجهز الدم للرحم تمر في ألياف جسم الرحم قبل أن تصل إلى عنقه الذي يكون السرطان مستوليا عليه في الغالب ، فبانقباض الألياف التي بقيت سليمة يمكن أن ينقطع النزيف ، بقي علينا أن نقول : إن القولنجات الرحمية بقطع النظر عن ارتباطها بانقطاع الأنزفة لها خصوصيات.
(فأولا) : تكون في الغالب أول عرض ظاهر لتأثير المقرن.