وتكاد لا تدرك حركات قلوبهم وإنما يوصل لتنفسهم بمشقة وعسر ومشاهدات بعض أصحابنا موافقة لمشاهداتنا ، فيستفاد من تجربياتهم وجود نتائج مضرة للجنين من الشيلم ، وأما في الأنزفة الرحمية فنقسم الأنزفة الرحمية كما فعل توروسو إلى مترو راجية ولادية ومترو راجية غير ولادية ، فإذا حصل بعد الولادة خمود في الرحم بحيث بقيت الجيوب الرحمية مفتوحة في تجويف الرحم ، وكان ذلك هو سبب النزيف ، فإن المقرن يسبب انكماش ألياف العضو ، ويقارب جدران الأوعية لبعضها ، ويساعد على اندفاع الأخلاط الدموية التي قد تمسك في ذلك الحشى ، وذلك مؤكد بالأمور الواقعية ، وأما فعله في المترو راجية الغير الولادية فغير متفق عليه قد ذكر بعضهم أنه لا فعل على الرحم إلا إذا كانت أليافها متمددة أي متسعة ، وأن الرحم الغير المتحملة للسوائل لا تتأثر منه ، وإنه لا يستعمل في النزيف الناشئ من التأثير الشرياني القوي نظر الكون حجم الرحم في هذه الحالة قريبا لغاية صغره ، واستظهر مندفيل أنه لا ينتظر نفع من استعماله في المترو راجيات الضعيفة ؛ لأن مجلس النزيف في المجموع المنجر ، وأما المقرن فتأثيره في المجموع العضلي فقط ، وجزم ولنوف أنه لا يتضح فعله في الرحم إلا في وقت اندفاع ناتج العلوق أي بعد الاتساع المناسب للعنق ، وتكلم كثير من المؤلفين على خاصية مضادة للنزيف الطمثي ، فذكروا أحوالا من عسر الطمث حصل منه فيها تخفيف كثير ، وذكر بعضهم أيضا له خاصية مضادة لإفراط الطمث ، وبالغ بعض المتأخرين في ذلك وأيدوا ذلك بأمور واقعية ، بل ذكروا أنزفة أخر شفيت بهذا الجوهر كالرعاف وقيء الدم والنزيف الرئوي ، بل الليقوريا ، والطبيب توروسو له تجريبات فعلها بهذا الجوهر ، وحدثت منه في الأعضاء ظاهرات مختلفات ظاهرات مجلسها في الرحم ، وهذه نذكرها لعظم الاهتمام بها ولاستدامة وجودها ويمكن إرجاعها إلى شيئين انقطاع السيلان الدموي والقولنجات ، فأما انقطاع السيلان الدموي فذلك ، لأن النزيف لا يستعصي على فعل هذا الجوهر مهما كانت حالة الرحم وإنما ؛ سرعة نتائجه تختلف كثيرا باختلاف كميات الدواء وتعاقبها ، ويعسر تعيين هذه الاختلافات وربما ظن أن النتائج العلاجية تكون أكثر حساسية كلما كانت حالة الرحم أقرب لحالته مدة الحمل ، فبعد الإسقاط مثلا أو في النساء التي ولدن جملة أولاد بحيث صار منسوج رحمهن حافظا لبعض شيء من الحالة العضلية يلزم أن تنقاد الأنزفة لهذا الدواء بأسرع حال ، ولكن التجرية لم تؤكد ذلك لاختلاف زمن إيقاف السيلان بهذا الدواء في تجريبات فعلت في أبكار وفي نساء أسقطن أو ولدن أولادا ، فالأولى نسبة منفعته لمقداره الذي يبعد أن يكون مغما للأرحام الغير المتحملة للرطوبة أي التي لم تبلغ النمو العضلي ، ويستنتج من الاختلاف اليسير أن سرعة تأثيره واحدة سواء كانت ألياف الرحم متمددة بسبب الولادات السابقة القديمة أو الجديدة أو التي لم تكابد تأثرا ولا تمدّدا أصلا ،