الضعف بعد نصف ساعة ، ولكن يكتسب شدة عظيمة إذا أعطي من الدواء مقدارا جديدا حتى ولو انقطعت الانقباضات التي تحرضت من المقدار الأول فتتراكم وتتوالى بشدة غريبة بحيث يظهر أن الرحم لا تزال مدة ساعة بعد ذلك تنقبض بدون انقطاع ، وذكروا أن هذا الدواء لا يعطي إلا إذا ضعف الطلق جدا وانقطعت الأوجاع وقت دخول الرأس في المضيق العلوي وتوافق جميع الأطباء على أن اتساع عنق الرحم شرط لاستعمال الدواء ، وأما في التخليص المتأخر فيؤمر بهذا الدواء فيه مع النفع إذا تأخر خروج المشيمة وسيما إذا تسبب عنها أنزفة أو لم تستشعر القابلة إذا وضعت يدها على الخثلة بانقباض الرحم أعلى العانة ، وأما في الأخلاط الدموية في الرحم فإنه يعين على اندفاع تلك الأخلاط التي توجد أحيانا بعد الولادة في النساء اللاتي تعوقت رحمهن عن الانقباض ، والغالب أن لا يستعمل المقرن إلا في الولادات الشاقة والتي نزح الطلق فيها قوة الأم وأتعب الجنين ، وكذا في كثير من الأحوال التي كانت عوائق الولادة منسوبة فيها للتكون المعيب في الحوض أو في ناتج العلوق وكذا إذا كان مرض الأم هو ضعف الانقلاب الرحمي ولا شك أن تلك الأحوال الشاقة قد يكون فيها عوارض محزنة فبمقتضى وقائع الأمور قد يعسر الحكم بلزوم استعماله أو عدم استعماله ، ولكن من الجزم أن يظن أن سرعة الطلق والضغط المستدام الشديد من الرحم على الجنين ، وتأثير الجنين على الرحم قد يحصل منها خطر على الأم أو الجنين ، وإنما الطبيب هو الذي يحكم هل هذه الأخطار تعادل بطبيعتها الأخطار التي قد تنتج من الانتظار أو من بعض أعمال جراحية ، قال تروسو : وعلى رأينا أن أعظم خطر يكون من عظم شدة الأوجاع الدافعة المحرضة من ازدراد المقرن ، فالنساء اللاتي يقهرن أنفسهن على الدفع بدون انقطاع يفعلن حركات عنيفة كثيرة فتبقى الرئتان والمخ في حالة احتقان يمكن أن يكون خطرا ، ولذا نرى من مضاد الدلالة استعمال هذا الدواء في التشنجات الولادية بقصد إسراع الولادة ما لم يحكم بأن الأفعال الضعيفة كافية لاندفاع الجنين ، ولذا نفضل في تلك الحالة استعمال الجفت ، وإن خالف في ذلك كثيرون ، لكن ذكروا عوارض تنشأ من استعمال هذا الجوهر في الولادات وإن لم ينازعوا في منفعته فيها فقد ينتج في الأم والجنين نتائج محزنة ، وذلك من الانضغاط المستدام الذي يكابده الحبيل السري من تواصل الانقباضات الرحمية المحرضة من الدواء ، وليست نتائجها مغمة إلا من كونها غير متقطعة كالانقباضات الطبيعية ، واستدامة تلك الانقباضات الشيلمية يحصل منها في جسم الجنين انضغاط مستدام ينضم لانضغاط الحبيل في الرحم ، وهذا كثيرا ما ينتهي بصيرورته محزنا للطفل ، قال بيلاريو : قد تحققت أن المقرن يؤذي الطفل إيذاء بليغا ، فقد شاهدت بعد استعماله أن الأطفال الذين يولدون موتى بذلك نسبتهم للذين يولدون أحياء كنسبة واحد لخمسة وكثير ممن يولدون أحياء يكونون منتقعين ونبضات حبيلهم ضعيفة