اضطراب ، ولا تقلص ولا حركات تشنجية ، ولا سهر ولا نعاس ، وحصل لمريضة واحدة تنميل في يديها ورجليها وست منهن استشعر بوجع عميق شاق في الجزء الخلفي من الرأس والعنق ، وأما النبض فبحث فيه في أوقات مختلفة من النهار فلم يوجد فرق إلا في مريضتين كانت ضربات القلب فيهم أقوى منها قبل العلاج والأعضاء الهضمية لم يحصل لها انخرام كبير فالشهية بقيت محفوظة وكان الهضم مستداما والبراز لم يزد مقداره ولم يحصل شيء في حشاشية البطن ولا في البول بل كان في بعضهن أمراض وتنوعت بالدواء تنوعا حميدا فمنهن من كانت مكدرة بألم معدي شاق وأخرى بقراقر وأخرى باستسقاء طبلي مؤلم وأخرى بسلس بول موضعي ، وجميع هذه الأمراض زالت أو حسنت حالتها من تأثير الأرجوتين ، فبمقتضى ذلك يكون هذا الدواء أولا : في الأنزفة ، وثانيا : في احتقانات عنق الرحم وثالثا : في بعض الأوجاع المعدية والمعوية ورابعا : في بعض أحوال من سلس البول ، وأما الطبيب سيه بفتح السين فأعاد تلك التجريبات في مرض ، فلم ينل من ذلك نتائج واضحة مثل ما نال بنجان ، قال توروسو : فنرى على حسب مشاهداته أن النزيف تنوع حالا بعد المقدار الأول أو الثاني في أغلب المرضى اللاتي كان معهن نفث الدم أو متروراجيا أو أنزفة أخر ، ثم وقف فيهن النزيف الذي كان كثير ، ولم يرجع مدة استدامة تعاطي الدواء ، وأما النزيف الذي لم يحصل فيه التنوع ولم يكن نسبة ذلك لمزاج المرضى ولا لأمراضهن ، فإن السيلان ينقص نحو النصف في العادة ، ويظهر أن الدواء يفقد تأثيره على الأنزفة الخفيفة التي كان القدماء يسمونها بالنقطية أو الدمعية ؛ لأن انقطاعها التام يتعوق جدا ، وسيما نفث الدم إذ منها ما لا ينقطع إلا بعد ثلاثة أيام بل خمسة بمساعدة درهمين أو درهمين ونصف من الخلاصة ، وهناك مثال أوضح من ذلك ، وهو بول دم خفيف بقي بدون انقطاع مع استعمال المقادير التدريجية المعارضة له ، وأما الأنزفة فإنها تنقطع في زمن قصير مثل ثمان وعشرين ساعة إلى أربعين بمساعدة مقدار من نصف درهم إلى درهم ومتى انته النزيف سواء قطع التداوي أو لم يقطع فإن السيلان قد ينتج ثانيا في بعض الأحوال بعد أربعة أيام ، وذلك يحصل كثيرا في نفث الدم الذي يرجع كثيرا بعد انقطاعه ، ولكن رجوعه إنما يكون بمقدار يسر من الدم في مرة واحدة ، قال توروسو : ونظن أن ذلك أقل وضوحا في الأنزفة التي لم تنوع إلا فيما بعد ، ولكن انقطعت منهن عند التنوع الأول ، وتأثير الأرجوتين على الدورة واضح ففي جميع المرضى ما عدا حالة النزيف المعوي يكابد النبض من الكميات الأول من الدواء أعني بعد ثلاث قمحات على ثمانية منه بطء يختلف من ست ضربات إلى ست وثلاثين وربما كان ذلك البطء أوضح إذا كان مع المرض تواتر في الدورة بدون أن ترتبط تلك الحالة بسبب عقلي فإذا دووم أو زيد تدريجيا أو نقول وهو الأحسن إذا ثنى المقدار أو ثلث فإن البطء يكون أوضح مما كان أولا ، وأما تأثير الدواء على الوظائف