ضعيفا منتقعا متغيرا ، وأما أرجوتين بنجان فيحضر كما قال بوشرده : بالغسل القلوي ما في مسحوقه المقرن ، ويسخن على حمام مارية ذلك المحلول المائي فيفعل الحرارة تارة يتجمد هذا المحلول بسبب وجود كمية من الزلال وتارة لا يتجمد ففي الحالة الأولى يفصل الجزء المتجمد بالترشيح ويركز السائل المرشح على حمام مارية حتى يكون في قوام الشراب ثم يضاف له مقدار مفرط من الكؤل الذي يرسب جميع المواد الصمغية ، ويترك المخلوط ساكنا حتى يرسب جميع الصمغ ، ويصير السائل صافيا شفافا رائقا ، ثم يصفى السائل ليعاد ثانيا لحمام مارية حتى يكون في قوام الخلاصة الرخوة ، وفي الحالة الثانية يوصل مباشرة بالسائل المائي لحالة نصف شرابي ، ثم يعالج بالكؤل كما قلنا لتنال من ذلك خلاصة ، ثم تغسل بالماء وتعاد للتبخير ، فإذا فعل ذلك نيلت خلاصة رخوة حمراء مسمرة شديدة التجانس رائحتها مقبولة كرائحة اللحم المشوي ، وطعمها فيه بعض لذع ومرارة يشبه كثيرا أو قليلا طعم القمح الفاسد ، ويتكون منها مع الماء محلول جميل الحمرة صاف شفاف ومائة وستة وستون درهما من المقرن تجهز مقدار من الخلاصة من ثلاثة وعشرين درهما إلى ستة وعشرين درهما من ، والتجريبات التي فعلها هذا الطبيب على الحيوانات أثبتت عنده أن هذه الخلاصة هي التي فيها خاصية إيقاف الدم ، وجربها في ذلك كثيرون من الأطباء في البشر ، وسيما الأنزفة الرحمية ، وألزم أرباب المجمع الأقراباذيني جملة من الأطباء بإعادة تلك التجريبات ، فأكدوا أنها سكنت العوارض النزيفية ، بل قطعتها بالكلية في أكثر الأحوال ، وأعاد بنجان تجريباته واستعملها في أنواع من الأنزفة كالأرعفة ونفث الدم وقيء الدم وبول الدم ، وأعطاها مع نجاح كان غير مؤلم في حالة من السيلان المنوي ، وكذا لمريض بقيء شاق استعصى على الأدوية الأخر فزعم أن هذا الدواء نجح في جميع تلك الأحوال ، وقال أيضا : إنه يصح إعطاؤه في جميع الأحوال التي يحكم بمناسبة الشيلم المقرن فيها ما عدا الحالة التي يراد التأثير فيها على المجموع العصبي ، ثم استعمله أخيرا أرنال في الآفات المزمنة في الرحم وذكر أنه شفي به ست وثلاثون امرأة بمقدار عشرة قمحات بل بمقدار عشرين في كل يوم أي بمقدار لا يوجد إلا في ثمانية جرامات أي درهمين وكسور من المقرن ، وأما النتائج التي أنتجها هذا الدواء عنده فتختلف كثيرا فباستعمال ست قمحات أو ثمانية حصل لبعضهن أوجاع بطنية وقطنية شبيهة بالأوجاع التي تسبق الحيض ، واعتبرها المعلم أرنال علامة جيدة للنجاح وتظهر فجأة كالبرق ثم تنقطع دفعة ثم تظهر ثانيا وأحيانا بشدة بحيث اضطر لأن يضم مع الدواء جواهر مختلفة ولكن لا تظهر هذه النتائج إلا في بعض النساء ولا تزيد بازدياد المقدار وتختلف أزمنة ظهورها فتارة بعد ساعة ، وتارة أكثر ، وقد تنقطع أياما كاملة مع عدم انقطاع استعمال الدواء ، وأما من جهة الأعضاء الأخر كالمجموع العصبي مثلا فلم تظهر ظاهرات قريبة متعلقة بها فلم يشاهد