هضم الأغذية في القناة المعدية المعوية وتأثير النعنع على المعدة والأمعاء إنما هو بالتنبيه الذي يسببه فيهما فلذا كان دواء مقويا للمعدة ونافعا لدفع القولنجات والرياح والإسهال ولكان إذا كان في تلك القناة الهضمية تهيج أو التهاب لم يكن استعماله نافعا لأنه يحدث منه عوارض جديدة حينئذ ، قال بربيير : ونتج من المشاهدات أن النعنع نافع من القيء فإذا كان هذا العارض ناشئا من آفة مرضية في المعدة أو من استحالة مرضية سرطانية فيها أو نحو ذلك كان استعماله غير نافع لكن من المعلوم أن القيء ليس دائما ناشئا من آفة في هذا العضو إذا قد يحصل الغثيان والقيء المتكرر الشاق من آفة في المخ والنخاع الفقري أو من تغير في حالة الضفائر العصبية أو من آفة في الرحم أو غيره من الأعضاء بطريق الاشتراك فإذا نجح منقوع النعنع أو ماؤه المقطر في قطع القيء قرب للعقل أنه حصل منه تنوع فجائي في كيفية التأثير الذي فعلته المراكز العصبية في الأعضاء التي حصلت فيها هذه الظاهرة ، وأجمعوا على أن في هذا النبات خاصية إفراز الطمث ففي ذلك نجد أيضا ناتجا جديدا لقوته المنبهة لأن استعماله إذا كان محرضا للطمث فما ذاك إلا بسبب أن قطعه كان من ضعف في جميع الجسم أو في المجموع الرحمي على الخصوص منع تكون الاحتقان الطمثي أو أن الأفعال القوية الحاصلة من الطبيعة لإحداثها الاستفراغ الدوري كانت غير كافية. وذكر بعض الأطباء أن صبغة النعنع إذا استعملت بمقدار كبير حصل منها سيلان الطمث بكثرة زائدة ، وتسبب عنها نزيف رحمي وليس هناك أحد يخالف ما ذكرنا من النتائج الصحية لتلك الصبغة فالتنبه الذي تحدثه في مجموع الرحم ، والانزعاج الذي يتسبب منها في جميع المجموع الشرياني ، والسرعة التي تطبعها في سير الدم جميع ذلك يوضح نتيجتها المشاهدة منها توضيحا كافيا ، وقال توروسو : إن قوة انتشار النعنع وسيما الفلفي صيرته قابلا للاستعمال في أحوال مرضية كثيرة من الأحوال التي مدح فيها استعمال الأيتير والكافور ونخص منها القيء العصبي والوجع المعدي التقليص والقولنجات التي من هذه الطبيعة ، ومجلسها في المراق الأيمن وقسم الكليتين ، ومنقوع النعنع الفلفلي ينجح أيضا نجاحا زائدا في الأحوال التي مدح فيها الجندبادستر ، والكافور مثل الطمث المؤلم العسر الذي يصحبه قشعريرات خفيفة وتمط وتقلصات مختلفة وخصوصا قولنجات رحمية ممزقة ، فذلك المشروب المقبول يحدث حرارة مقسمة تقسيما متساويا قولنجات رحمية ممزقة فذلك المشروب المقبول يحدث حرارة مقسمة تقسما متساويا على الأعضاء فينال من ذلك تعريف خفيف أو فيضان طمثي مع هدوء واستدامة ، والبنات المصابات بالخوروزس ، أي عسر الطمث كثيرا ما يكن موضوعات لأوجاع معدية وسيما بعد الأكل ، ثم فيما بعد الأوجاع معوية شديدة القوة جدا فموقع النعنع المشروب كالشاي يمنع حصول تلك الأوجاع أو يزيلها إذا وجدت ، فإذا استعمل قبل الأكل بزمن ما فإنه يحرض