الثقلية حيث إن بقراط تكلم على نفع المريمية فيها ، وذلك التأثير المضاد للإسهال مشترك بين أغلب الأدوية العطرية ، وبالاختصار ينسب ذلك لخواصها المرة والقابضة ؛ ولذا كان أقل منفعة أكيدة لديسقوريون ، هي قطع الفيضانات المعوية ، وكما استعملها كذلك في كثرة إفراز اللبن الذي مكث بعد الإرضاع ، وأوصل للنساء حمى دقيقة حقيقية ، وسقوطا وذبولا هلك فيه بعضهن ففي المريمية الخاصية التي توجد في النعنع ، ولكن بدرجة آكد يقينا بسبب فعلها القوي ، والقابض ، وخاصية تلحيم الجروح في المريمية لا شك فيها ، فقد شوهدت مرات كثيرة قروح ضعيفة في الساقين التحمت ، وتغطت بمسوج جلدي جديد بسبب علاجه برفائد مبتلة بنبيذ طبخت فيه المريمية بالعسل ، بل بمطبوخ بسيط للمريمية ، ونفع أيضا التغيير بذلك على قروح خنازير في الخدين.
ومن المؤكد أيضا أنه يكفي مس قلاعات الأطفال والنساء السمان بقلم تصوير غمس قبل ذلك في مطبوخ نبيذي للمريمية ، فذلك مذهب لها ، بل يمكن قهر هذا الداء المغم للأطفال بإعطائهم من الباطن بعض ملاعق من منقوعها مع استعمال وضعيات منها على القروح القلاعية ، ونفع هذا المنقوع مضممة في استرخاء اللثة وتدممها ، أي سيلان الدم منها.
وقد اجتمع في المريمية مع المارون والأسقورديون ، وإن كانت درجتها أقل منهما جميع الخواص المتفرقة في الأجسام الأخر الشفوية ، فيقوم منها نوع ترياق طبيعي يظهر ما تستعمل النباتات الأخر الشفوية ، والعادة في كيفية الاستعمال أن تخلط جملة جواهر شفوية ببعضها ، ولا سيما الأكثر عطرية كالمريمية والنعنع والخزامي وإكليل الجبل والحاشا ونحو ذلك ، وإنها تستعمل في حمامات موضعية وعامة وعلى شكل أكياس توضع على الجلد أو على شكل مرتبة معدة لنوم المرضى عليها ، وهذان الشكلان اللذان ينتفع فيهما بالخواص المنبهة والمقوية للنباتات الشفوية يستعملان في أحوال واحدة ، وهذا الاستعمال الموضعي محلل الاحتقانات المزمنة فيساعد على إذابتها وتحليلها وزوالها ، وذلك يكون بالأكثر في الأورام الخنازير والخراجات الباردة ، وكذا في التيبسات المفصلية المصاحبة أو الغير المصباحية للانتفاخ ، وذلك يحصل عقب الروماتزوميات ، وكذا لعلاج الأطرا المترشحة بضعف في نقاهة الأمراض ولعلاج الاوذيما العامة التابعة لبعض أجرنتيمات وللحميات المتقطعة ونحو ذلك.
وتنفع حمامات النبات الشفوية والمراتب المركبة من تلك الأطفال المخنزرين المتسلطنة فيهم غلامات الاستعداد الخنازيري على العوارض الموضعية ، وكذا للأطفال الذين هم في نقاهة الأجزنتيمات والمغموسين غالبا في ذبول وكاشكسيا يعسر جدا إزالتها ، ويصح استعمال تلك الكيفيات في الأورام البيض وتسوس الفقرات ونحو ذلك.