يسمى حبق الشيوخ وحشيشة الهر ؛ لأن هذا الحيوان يحب الرائحة التي تتصاعد منه ، ويضطرب منها اضطرابا غريبا كما يحصل منه ذلك في حشيشة القط المسماة قطرية فلأجل حفظ النبات من ذلك الحيوان ينبغي تغطيته حتى لا يتسلط عليه باللعب والانشراح ، ويسمى باللسان النباتي طقريون مارون فجنسه طقريون بضم الطاء وسكون القاف وكسر الراء يقابله بالإفرنجي جرمندرية الذي هو الاسم الحقيقي للمكادرييس الآتي شرحه ، ومن المحقق أنه كان موضعا على نوع من أنواع هذا الجنس يقرب من الكمادريس كما ذكر ابن البيطار عن ديسقوريدس وهذا الجنس من الفصيلة الشفوية ذو قوتين عاري الثمر وأنواعه كثيرة العدد وعد منها الآن ما يزيد عن ثمانين بعضها خشبية جميلة المنظر ، وأغلبها يسكن البحر المتوسط وسيما الأندلس وبلاد اليونان وبلاد المغرب ومنها أنواع توجد بالأمريقية الشمالية ، ولنخص منها ما له اشتهار في الطب فمنها النوع الذي نحن بصدده ، وهو طقريون ماريون ساقه كساق تحت شجيرة وفروعها قائمة ، وتقرب من الأسطوانية ، وفي بعض الأصناف تكون مربعة ، وهي مغيرة مبيضة ، وطولها قدم ، بل أكثر وهي دقيقة خيطية والأوراق متقابلة صغيرة بيضاوية كاملة خضر زاهية من الأعلى وبيض بالكلية والأسفل ، وتضيق دفعة من قاعدتها ليتكون منها ذنيب قصير ، والأزهار حمر أرجوانية إبطية وحيدة في الجزء العلوي من السوق ، وهي محمولة على حوامل قصيرة جدا ، والكاس أنبوبي عريض قطني ذو خمسة أقسام تقرب للتساوي ، التويج أنبوبته قائمة وحافته ثنائية الشفة ، والشفة العليا في وضوحها ، وهي مشقوقة شقا عميقا فيها أسنان بارزتان قائمات ، والسفلى ذات فصوص ثلاثة انثان جانبيان صغيران جدا وواحد سفلي مستدير مقصر ، والذكور الأربعة بارزة خارج التويج وتنفذ من الشق الموجود في جزئه العلوي ، وتلك الشجير تنبت في المحال المعتمة ، وجلعها اطباء العرب صنفا من المرو وإنما يتميز هذا النبت باسم خاص به ، وهو المرماخور والمرو الجيلي ، وهو أشرف أنواع المرو وأنفعها ، وقالوا : إنه يرتفع عن الأرض شبرا وزيادة ، وعروقه ، أي أغصانه تطول بقدر طول الساق ، وورقه على الساق بين التدوير والمطاول وبين الخضرة والغبرة وزهره يميل إلى غبرة وصفرة وحب أصناف المروما مدو أو كبير مطاول كبزر الكتاب ، ويوجد في غلف وأجود البذر ما كان مطاولا ، ويلتقط في تموز ، ثم ذكروا للمرو أصنافا سبعة أو أقل وأكثر وعينوها بنبتها إلى محالها ، وباختلاف أشكال أوراقها وعدوا منها المرماخور ، وقالوا وهو أجودها وأنفها في الجوف ، وأكثر دخولا في الأدوية وطيب الرائحة ، والمستعمل من النبات أطرافه المزهرة وتجنى في الربيع.