ومنها : أنّ الربّ نزل ليرى البناء الّذي بناه بنو آدم.
ومنها : أنّ الله تراءى لموسى في العليقة ، ورأى أنّ الله جاء لينظر ، فغطّى وجهه لخوفه أن ينظر إلى نحو الله.
ومنها : سجود يعقوب لأخيه «عليار» سبع دفعات ، وقال له : إنّي رأيت وجهك كوجه الله ، فارضَ عنّي.
ومنها : أنّه قال الربّ لموسى : إنّي جعلتك إلهاً لفرعون ، وجعلت هارون نبياً لك.
ومنها : أنّه لا يعير أحد منكم ، فإنّ الربّ جاء ليضرب المضربين ، إلى غير ذلك ممّا لا يُحصى ، مضافاً إلى أنّ التوراة قد اختلف فيها اليهود :
فمنهم : من أنكر السفر الخامس «سفر هدباريم» ، وأنّ التوراة على ما ذكره اليهود ، وقد ذهب من أيديهم لما أجلاهم بختنصر إلى الشرق ، وبقوا في أطراف بابل سبعين سنة ، وكتبوه جديداً أخذاً من نقل من حفظه.
ثمّ إنّهم معترفون بأنّ المعظم من أحكامهم الّتي كتبوها في «مشنى» لم تكن مرسومة في الكتب المنزلة ، ولا في كتب الأنبياء ، وإنّما كانت مودعة من موسى في قلب يوشع ، ثمّ أودعها في قلوب العلماء ، وبهذا المضمون أية في التوراة.
ومن الغريب أنّ الصلاة الّتي تسمّى عندهم «تفلوت» لا مأخذَ لها من التوراة ، وادّعوا أنّ مأخذها من هذه الآية وهي : «شمع يسرائيل أَدوناي الُوهنوا دوناي آحاد» ومعناه : اسمع يا إسرائيل ، ربّي معبودي واحد ؛ لأنّ الصلاة عندهم ثلاثة : تفلات شحريت ، وتفلات منحه ، وتفلات عربييت ، فالشين الاولى ، والميم الثانية ، والعين الثالثة ، واستفادة هذا الأمر العظيم من اللغز عجيب.
وأعجب منه خلوّ التوراة من ذكر الجنّة ، وكذا المعاد إلا بالإشارة ، وجميع التهديدات فيه بالطاعون والقتل والنهب ونحوها من مضارّ الدنيا ، فلا يبقى عليه اعتماد من وجوه عديدة.
وأمّا الإنجيل فلا إعجاز فيه :
وكلامه منثور نثراً جارٍ على مذاق الإشراقيين والمتصوّفين ، قليل الأحكام