الإمام والعلماء الأعلام أن يحسن سيرته بالعدل في الرعيّة ، والقسمة بالسويّة ، وأن يساوي شفقته وحُسن سيرته بين العدوّ والصديق ، والقرابة والغريب.
ويتحذّر من تلبيس العمّال الذين يصوّرون له صورة الحرام بصورة الحلال ، وينصرون الظالم على المظلوم بأخذ القليل من المال.
فما الرعيّة إلا غنم لها صاحب ، هو الله ، قد أحال التصرّف فيها إلى الأنبياء ، والأئمّة ، ثمّ جعلت أمانة في يد الأُمراء ، وصاروا رُعاتها ، ولها حساب بعدد معدود ، فيطلب منهم المُحافظة عليها ، وعلى منافعها ، من نتاجها ، وصوفها ، وألبانها ، وأدهانها ، وأذنوا لهم بالتصرّف ببعض فوائدها على مقدار حاجتهم ، وأخذوا عليهم حفظها من الذئاب ، فمتى قصّروا في شيء من ذلك ، استحقّوا المؤاخذة من المالك. ومن أعظم الذئاب شرار العمّال ، الذين لا يفرّقون بين الحرام والحلال.
الثاني والثلاثون : أنّه ينبغي لرئيس عسكر المسلمين أن يأمرهم بحسن النيّة ، والاعتماد على ربّ البريّة ، والمُحافظة على طاعة الله ، وقراءة التعويذات ، وآيات الحفظ ، والدَّعوات المشتملة على طلب النُّصرة والظفر من الله ، وحمل الهياكل والعُوذ وتربة سيّد الشهداء ، إلى غير ذلك من الأشياء.
الثالث والثلاثون : أن يرفعوا الأضغان والعداوة فيما بينهم ، ويكونوا كنفس واحدة ، ويتناسون ما وقع بينهم من الفتن ، ويروا أنفسهم كأنّهم خلقوا الان من كتم العدم. وإذا وقعت بينهم فتنة ، تداركوها بالإصلاح ؛ لئلا يطمع بهم عدوّهم.
الرابع والثلاثون : الدعاء عند التقاء الصفّين بالمأثور ، ومنه دعاء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اللهم مُنزل الكتاب ، سريع الحساب ، مجري السحاب ، اهزم الأحزاب ، يا صريخ المكروبين ، يا مُجيب دعوة المضطرّين ، يا كاشف الكرب العظيم ، اكشف كربي وغمّي ؛ فإنّك تعلم حالي ، وحال أصحابي» (١).
__________________
(١) الجعفريات : ٢١٧ ، مستدرك الوسائل ١١ : ١٠٩ أبواب جهاد العدوّ ب ٤٦ ح ١٧ ، الجامع الصحيح ٤ : ١٩٥ ح ١٦٧٨ ، التاج الجامع للأُصول ٤ : ٣٧٠ بتفاوت.