يقال مثله : في أنّ الفاتحة تعدل قراءة القرآن (١). ونحو ذلك.
وهي الّتي أوصى بها النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّاً (٢) ، والّتي تُذهب ببلابل القلب أي همومه ، وور الصدر ، أيّ وسوسته أو حقده وغضبه (٣).
وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : «إنّي دخلت الجنّة فوجدت أكثر أهلها البُله ، وهم الغافلون عن الشرّ ، العاقلون للخير ، الصائمون ثلاثة أيّام من كلّ شهر» (٤).
ولعلّ المراد أكثرهم نَفعاً ، أو أتْباعاً ، أو الّذين لهم رتبة الحضور بخدمة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو جنّة مخصوصة ، أو من لهم أهليّة. ويمكن تعميم صوم أيّ ثلاثة ممّا ورد فيها الخصوص أو مطلقاً.
وعن الرضا عليهالسلام صوم خميس بين أربعاءين (٥) ، وفي رواية أبي بصير شهر على الأوّل ، وشهر وفق رواية الرضا عليهالسلام ، وهكذا (٦). وعن الصادق عليهالسلام التخيير بين الأوّل ، وبين صيام الاثنين والأربعاء والخميس ، وبين ثلاثة أيّام من كلّ شهر (٧).
وفي بعض الأخبار اعتبار النحو الأوّل مع تقييد الخميس الأخير بأوّل خميس من آخر الشهر (٨) ، وروى مطلق الخميس والأربعاء في الأعشار الثلاثة ، نقله في الدروس (٩) ، والأوّل أشهر وأظهر.
ومنها : صوم أيّام البيض من كلّ شهر : الثالث عشر ، والرابع عشر ، والخامس عشر. وسُمّيت بِيضاً لبياض لياليها. أو لبياض آدم عليهالسلام بعد سواده لتركه
__________________
(١) مجمع البيان ١ : ١٧ ، جامع الأخبار : ١٢١ ، تفسير الدر المنثور ١ : ٥.
(٢) الكافي ٨ : ٧٩ ح ٣٣ ، الوسائل ٧ : ٣٢١ أبواب الصوم المندوب ب ١٢ ح ٣.
(٣) التهذيب ٤ : ٣٠٣ ح ٩١٥ ، الاستبصار ٢ : ١٣٦ ح ٤٤٥ ، الوسائل ٧ : ٣١١ أبواب الصوم المندوب ب ٧ ح ٢٣.
(٤) قرب الإسناد : ٤٧٥ ح ٢٤٣ ، معاني الأخبار : ٢٠٣ ، الوسائل ٧ : ٣١١ أبواب الصوم المندوب ب ٧ ح ٢٥.
(٥) التهذيب ٤ : ٣٠٤ ح ٩١٨ ، الاستبصار ٢ : ١٣٧ ح ٤٤٨ ، الوسائل ٧ : ٣١٣ أبواب الصوم المندوب ب ٨ ح ١.
(٦) التهذيب ٤ : ٣٠٣ ح ٩١٧ ، الوسائل ٧ : ٣١٣ أبواب الصوم المندوب ب ٨ ح ٢.
(٧) التهذيب ٤ : ٣٠٣ ح ٩١٥ ، الاستبصار ٢ : ١٣٦ ح ٤٤٥ ، الوسائل ٧ : ٣١١ أبواب الصوم المندوب ب ٧ ح ٢٣.
(٨) الفقيه ٢ : ٥١ ح ٢٢٣ ، الوسائل ٧ : ٣٠٥ أبواب الصوم المندوب ب ٧ ح ٤.
(٩) الدروس الشرعية ١ : ٢٨٠ ، وأُنظر أمالي الصدوق : ٤٧٠ ، والوسائل ٧ : ٣٠٣ أبواب الصوم المندوب ب ٧.