حسن خلقك ، وكفّ لسانك ، واكظم غيظك ، وأقلّ لغوك ، وتفرش عفوك ، وتسخي نفسك» (١).
وعن الصادق عليهالسلام أيضاً : «أنّ لقمان قال لابنه : يا بنيّ إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في أمرك وأُمورهم ، وأكثر التبسّم في وجوههم ، وكن كريماً على زادك بينهم ، وإذا دعوك فأجبهم ، وإذا استعانوا بك فأعنهم ، واستعمل طول الصمت وكثرة الصلاة ، وسخاء النفس بما معك من دابّة أو ماء أو زاد ، وإذا استشهدوك على الحقّ فاشهد لهم ، واجهد رأيك لهم إذا استشاروك ، ثمَّ لا تعزم حتّى تثبّت وتنظر ، ولا تُجب في مشورة حتّى تقوم فيها وتقعد وتنام وتأكل وتصلّي وأنت مستعمل فكرتك وحكمتك في مشورتك ، فإنّ من لم يمحض النُّصح لمن استشاره سلبه الله رأيه ، ونزع منه الأمانة ، وإذا رأيتَ أصحابك يمشون فامش معهم ، وإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم ، وإذا تصدّقوا أو أعطوا قرضاً فأعط معهم ، واستمع لمن هو أكبر منك سنّاً ، وإذا أمروك بأمر وسألوك شيئاً فقل : نعم ، ولا تقل : لا ، فإنّ «لا» عَيّ ولوم.
وإذا تحيّرتم في الطريق فانزلوا ، وإذا شككتم في القصد فقفوا وتأمروا ، وإذا رأيتم شخصاً واحداً فلا تسألوه عن طريقكم ، ولا تسترشدوه ، فإنّ الشخص الواحد في الفلاة مريب ، لعلّه يكون عيناً للصوص ، أو يكون هو الشيطان الذي حيّركم ، واحذروا الشخصين أيضاً إلا أن تروا ما لا أرى ، فإنّ العاقل إذا بصر بعينه شيئاً عرف الحقّ منه. والشاهد يرى ما لا يرى الغائب.
يا بنيّ إذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخّرها لشيء ، صلّها واسترح منها ، فإنّها دَين ، وصلّ في جماعة ولو على رأس زجّ يعني الحديد في طرف الرمح (٢) ولا تنامنّ على دابّتك فإنّ ذلك سريع في دبرها ، وليس ذلك من فعل الحكماء ، إلا أن تكون في محمل يمكنك فيه التمدّد لاسترخاء المفاصل. وإذا قربت من المنزل فانزل عن دابّتك ، وابدأ
__________________
(١) الكافي ٤ : ٢٨٦ ح ٣ ، الوسائل ٨ : ٤٠٢ أبواب أحكام العشرة ب ٢ ح ٢.
(٢) انظر المصباح المنير : ٢٥١ ، ومجمع البحرين ٢ : ٣٠٤.