يقول تلميذه الفاضل المحدّث الورع التقيّ القدسيّ المجلسيّ : وسمع قبل وفاته بستّة أشهر صوتا من قبر بابا ركن الدين (١) (ر ض) فكنت قريبا منه ، فنظر إلينا ، وقال : سمعتم ذلك الصوت؟ فقلنا : لا ، فاشتغل بالبكاء والتضرّع والتوجّه إلى الآخرة ، وبعد المبالغة العظيمة قال : إنّه أخبرت باستعداد الموت ، وبعد ذلك بستّة أشهر تقريبا توفّي رحمه الله ، وتشرّفت بالصلاة عليه مع جميع الطلبة والفضلاء وكثير من الناس يقربون من خمسين ألفا (٢).
أقوال العلماء في حقّه : يقول العلّامة الأميني فيه : شيخ الإسلام بهاء الملّة والدين ، وأستاذ الأساتذة والمجتهدين ... والعارف البارع والمؤلّف المبدع والأديب الشاعر ، والضليع من الفنون بأسرها ، فهو أحد نوابغ الأمة الاسلامية (٣).
وقال السّيّد مصطفي التفرشي في «نقد الرجال» : جليل القدر ، عظيم المترلة ، رفيع الشأن ، كثير الحفظ ، ما رأيت بكثرة علومه ووفور فضله وعلو مرتبته أحدا في كلّ فنون الاسلام كمن كان له فن واحد ، له كتب نفيسة جيدة (٤).
وقال السّيّد على خان في السلافة : علم الأئمة الأعلام ، وسيّد علماء الإسلام ، وبحر العلم المتلاطم بالفضائل أمواجه وفحل الفضل الناتجة لديه أفراده وأزواجه ، وطود المعارف الراسخ ، وفضاءها الّذي لا تحدّ له فراسخ ، وجوادها الّذي لا يؤمل له لحاق ، وبدرها الّذي لا يعتريه محاق ، الرحلة الّتي ضربت إليها أكباد الإبل ، والقبلة الّتي فطر كلّ قلب على حبّها ، فهو علامة البشر ومجدّد دين الأئمة على رأس القرن الحادي عشر ...
فما من فنّ إلا وله فيه القدح المعلى والمورد العذب المحلي ، إن قال لم يدع قولا لقائل ، أو طال لم يأت غيره بطائل (٥). وجاء في ريحانة الأدب : شيخ الفقهاء ، أستاد الحكماء ، رئيس الأدباء ، علّامة الدهر ، فهّامة العصر ، شيخ الاسلام والمسلمين ، ... مفسّر ، رياضيّ ، حكيم متكلّم ، أديب أريب ، شاعر ماهر (٦). وهناك كثير من الأقوال في حقّ هذا العالم الجليل ، ندعها خوفا من إطالة الكلام.
__________________
(١) كان من العرفاء بأصفهان.
(٢) العلامة الخوانساري ، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات ، الجزء السابع ، لاط ، قم ، مطبعة استوار ، ١٣٩٢ ه ق ، ص ٧٨.
(٣) الغدير ، ١١ / ٢٤٦.
(٤) مصطفي التفريشي ، نقد الرجال ، الجزء الرابع ، الطبعة الأولى ، بيروت ، مؤسسة آل البيت لاحياء التراث ، ١٤١٩ ه ، ص ١٨٦.
(٥) السّيّد علي صدر الدين المدني ، سلافه العصر ، ص ٢٩٠.
(٦) محمد علي مدرسي ، ريحانة الأدب ، المجلّد الثالث ، الطبعة الرابعة ، منشورات خيام ، لاتا ، ص ٣٠١.