يُضِيءُ) [النور / ٣٥]. وحكى ابن هشام استعمال مصدر لها ، قالوا : كاد كودا ومكادا أو مكادة ، وحكى غيره كيدا بقلب الواو ياء ، وحكى ابن مالك لها اسم فاعل وأنشد [من الطويل] :
٢١٩ ـ أموت أسى يوم الرّجام وإنّني |
|
يقينا لرهن بالّذي أنا كائد (١) |
أي بالموت الّذي أنا كدت آتيه. قال ابن هشام في الأوضح : والصواب أنّه كابده بالباء الموحّدة من المكابدة والعمل ، وهو اسم غير جار على الفعل ، وبهذا جزم يعقوب في شرح ديوان كثّير عزّة ، انتهى.
وقيل حكى ولده أنّه رجع عن ذلك وقال : الصواب ما أنشده ابن مالك إلا أنّه لم يغيّر ما وقع في الأوضح ، لأنّه كان قد شاع ، وبذلك صرّح في شرح الشواهد الكبرى (٢) فقال : والظاهر ما أنشده الناظم ، وقد كنت أقمت مدّة على مخالفته وذكرت ذلك في توضيح الخلاصة ، ثمّ اتّضح لي أنّ الحق معه ، انتهى.
وأمّا أوشك فالمضارع فيها أشهر من الماضي ، حتى أنّ الأصمعيّ أنكر مجئ ماضيها ، وليس كذلك ، بل قد ورد ، ومرّ الشاهد عليه ، وسمع لها اسم فاعل ، قال [من الوافر] :
٢٢٠ ـ فأنّك موشك إلا تراها |
|
... (٣) |
وقال [من المتقارب] :
٢٢١ ـ فموشكة أرضنا أن تعود |
|
خلاف الأنيس وحوشا يبابا (٤) |
قال ابن هشام : وفي حواشي سنن أبي داود (٥) للمنذريّ (٦) حكاية إيشاك مصدر أوشك ، وحكى أبو حيّان منها الأمر وأفعل التفضيل ، وأمّا طفق فقد حكى الأخفش : طفق يطفق بفتح العين في الماضي وكسرها في المضارع ، وطفق يطفق بالعكس ، وحكى مصدر طفق بالفتح طفوقا ، ومصدر طفق بالكسر طفقا ، وأمّا جعل فحكى الكسائيّ : أنّ البعير ليهرم حتى يجعل إذا شرب الماء مجّه (٧) ، وفيه شاهدتان ، وهو ورود
__________________
(١) هذا البيت لكثير بن عبد الرحمن المعروف بكثير عزة. اللغة : أسيّ : حزنا وشدّة لوعة ، الرجام : موضع بعينه.
(٢) «الشواهد الكبرى» للعيني المتوفى ٨٥٥ في شرح شواهد شروح الفيه لابن مالك ، كشف الظنون ٢ / ١٠٦٦.
(٣) تمامه «وتعدو دون غاضرة العوادي» ، وهو لكثير عزّة.
(٤) هذا البيت لأبي سهم الهذلي. اللغة : خلاف الانيس : بعد المؤانس ، وحوشا : قفرا خاليا ، يبابا : خاليا ليس فيه أحد.
(٥) سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني (ت ٢٧٥ ه / ٨٩٩ م) من أئمة الحديث ، له كتاب «السنن» من الكتب الستة في الحديث. المنجد في الأعلام ص ١٨.
(٦) زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي الطافظ المنذري المتوفى سنه ٦٥٦ ه ، هو اختصر سنن أبي داود. كشف الظنون ٢ / ١٠٠٤.
(٧) مجّه : لفظه.