ومنه قوله تعالى : (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ) [آل عمران / ٣٠] (وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ) [آل عمران / ٢٥]. قال المراديّ في شرح التسهيل : والأفصح في هذا القسم التأنيث بخلاف ما سبق ، انتهى.
وأشار المصنّف (ره) بقد التقليليّة إلى أنّ ذلك وإن جاز وصحّ لكنّ الأصل والأفصح التذكير في الصورة الأولى ، والتأنيث في الصورة الثانية.
تكميل : وقد يكتسب المضاف من المضاف أمورا غير ذلك :
أحدها : وجوب التصدير إذا أضيفت لمصدّر ، ولهذا وجب تقديم المبتدأ في نحو : غلام من عبدك ، والخبر في نحو : صبيحة أيّ يوم السفر ، والمفعول في نحو : غلام أيّهم اكرمت ، ومن ومجرورها في نحو : من غلام أيّهم أنت أفضل ، ووجب الرفع في نحو : علمت أبو من زيد ، وإلى هذا أشار الشيخ أمين الدين العروضيّ المحليّ (١) بقوله [من الطويل] :
٣١٥ ـ عليك بأرباب الصدور فمن غدا |
|
مضافا لأرباب الصدور تصدّرا |
وإيّاك أن ترضي صحابة ناقص |
|
فتنحطّ قدرا من علاك وتحقرا |
فرفع «أبو من» ثمّ خفض «مزمّل» |
|
يبيّن قولي مغريا ومحذّرا |
والإشارة بقوله : ثمّ خفض مزمل إلى قول امرئ القيس [من الطويل] :
٣١٦ ـ كأنّ ثبيرا في عرانين وبله |
|
كبير أناس في بجاد مزمّل (٢) |
وذلك لأنّ مزمّلا صفة لكبير ، فكان حقّه الرفع ولكنّه خفض لمجاوزته للمخفوض.
الثاني : المصدريّة ، نحو قوله تعالى : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء / ٢٢٧] ، فأيّ مفعول مطلق ناصبه ينقلبون ، ويعلم معلّقة عن العمل بالاستفهام.
الثالث الظرفية ، نحو : (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ) [إبراهيم / ٢٥] وقوله [من السريع] :
٣١٧ ـ أنا أبو المنهال بعض الأحيان |
|
... (٣) |
الرابع : البناء قال ابن هشام في المغني وذلك في ثلاثة أبواب :
أحدها أن يكون المضاف مبهما كغير ومثل ودون ، واستدلّوا بقوله تعالى : (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ) [سبأ / ٥٤] ، (إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) [الذاريات
__________________
(١) محمد بن على بن موسى أمين الدين الأنصاري المحليّ ، نحويّ ، درّس النحو بالقاهرة ، له شعر حسن وكتب ، منها : أرجوزة في العروض ، مات سنة ٦٧٣ ه. الأعلام للزركلي ، ٧ / ١٧٢.
(٢) البيت من معلقة امرئ القيس. اللغة : ثبير : جبل بعينه والعرنين : الأنف والجمع العرانين ثمّ استعار العرانين لأوائل المطر ، البجاد : كساء مخطط والجمع البجد ، التزميل : التلفيف بالثياب.
(٣) تمامه «ليس على حسبي بصوان» ، وهو لابن دارة سالم بن مسافع. اللغة : الصوّان : مبالغة من الصون بمعنى الحفظ.