فكيونس ، وإلا فكالبدل ، وتوابع ما يقدّر ضمّه كالمعتلّ والمبنيّ قبل النّداء ، كتوابع المضموم لفظا ، فترفع للبناء المقدّر على اللفظ ، وتنصب للنصب المقدّر على المحلّ.
ش : «الثالث» ممّا يرد منصوبا وغير منصوب «المنادى ، وهو» الاسم «المدعوّ» حقيقة ، نحو : يا زيد ، أو حكما ، نحو : (يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ) [هود / ٤٤] ، فإنّها نزّلت مترلة من له صلاحيّة النداء ، ثمّ نوديت «بأيا» ، قال الشاعر [من الطويل] :
٤١٠ ـ أيا جبلي نعمان بالله خلّيا |
|
نسيم الصّبا يخلص إلى نسيمها (١) |
«أو هيا» قال [من الكامل] :
٤١١ ـ فأصاخ يرجو أن يكون حيّا |
|
ويقول من فرح هيا ربّا (٢) |
وهاء ، وهاء أصل ، وقيل : بدل من همزة أيا ، وعليه ابن السكّيت ، وجزم به ابن هشام في المغني ومحمد بن يعقوب في القاموس. «أو أي» بالفتح والقصر والسكون قال [من الطويل] :
٤١٢ ـ ألم تسمعي أي عبد في رونق الضّحي |
|
بكاء حمامات لهنّ هدير (٣) |
قال ابن هشام : وقد تمدّ ألفها ، وقيل : بل الممدودة حرف مستقلّ ، حكاه الكوفيّون عن العرب الّذين يثقون بعربيّتهم ، أو بالمدّ ، نحو : أزيد ، حكاه الأخفش في كتابه الكبير.
وزعم ابن مالك أنّه لم يذكرها إلا الكوفيّون ، والمراد بالمدّ فيها الإتيان بعد الهمزة بالف لا غيرها ، وما وقع في كلام بعضهم من ضبطها بهمزة فألف وهمزة أخري ساكنة سهو. فهذه كلّها «مع البعد» ، أي لنداء البعيد على خلاف في أكثرها ، ففي الصحاح أنّ أيا لنداء البعيد والقريب ، قال في المغني : وليس كذلك. وفي أي أقوال : قيل : هي للبعيد كما ذكره ، وعليه ابن مالك ، وقيل : للقريب ، وعليه المبرّد والجزوليّ ، وقيل : للمتوسط.
وجعل ابن عصفور «أ» في المقرب للقريب ، «وبالهمزة مع القرب» أي لنداء القريب ، قال [من الطويل] :
٤١٣ ـ أفاطم مهلا بعض هذا التدلّل |
|
وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي (٤) |
ونقل ابن الخبّاز عن شيخه أنّها للمتوسّط ، قال ابن هشام : وهو خرق لإجماعهم ، وسيأتي عليها مزيد كلام إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) هو لقيس بن الملّوح وهو مجنون ليلي العامريّة. اللغة : نعمان : واد في طريق الطائف ، الصبا : ريح معروفة.
(٢) لم يسّم قائله. اللغة : أصاخ : ماض من الإصاخة بمعنى الاستماع ، الحيا : المطر.
(٣) البيت لكثيّر عزّة اللغة : عبد مرخّم عبدة. رونق الضحا : أوّله ، الهدير : صوت الحمام.
(٤) البيت لامرئ القيس. اللغة : التدلّل : مصدر تدلّلت المرأة على زوجها أي جرؤت في تغنج ، أزمعت : قصدت ، الصرم : الهجر ، القطع البائن.