الصفة مع الموصوف وجعلهما شيئا واحدا كخمسة عشر. وعليه اقتصر الفخر الرازيّ تبعا للشيخ عبد القاهر ، فهو نظير لا رجل ظريف في من فتحهما ، وإمّا على إقحام الابن وإضافة زيد إلى عمرو ، ولأنّ ابن الشخص يجوز إضافته إليه ، لأنّه يلابسه ، حكاه [الأسترآبادي] في البسيط مع الوجهين ، فهو نظير يا زيد زيد اليعملات ، إذا فتحت الأوّل على قول سيبويه.
فعلى الوجه الأوّل فتحة زيد فتحة اتّباع ، وعلى الثاني فتحة بناء ، وعلى الثالث فتحة إعراب وفتحة ابن الأول فتحة اعراب ، وعلى الثاني بناء ، وعلى الثالث غيرهما. وذهب المبرّد إلى أنّ الضمّ أجود ، وهو القياس ، وذهب ابن كيسان إلى أنّ الفتح أكثر ، ومنه قوله [من الرجز] :
٤٤٣ ـ يا حكم بن المنذر بن الجارود |
|
سرادق المجد عليك ممدود (١) |
ويتعيّن الضمّ إذا كان المنادى غير علم ، أو كان الابن مضافا لغير علم ، نحو : يا رجل بن عمرو ويا زيد بن أخينا. أو كان الابن غير صفة ، بأن كان بدلا أو بيانا أو منادي سقط منه حرف النداء ، أو مفعولا بفعل محذوف تقديره أعني ونحوه : أو فصّل بين العلم والابن بفاصل ، نحو : يا زيد الفاضل بن عمرو ، أو كان العلم موصوفا بغير ابن ، نحو : يا زيد الفاضل ولم يشترط ذلك الكوفيّون ، وأنشدوا عليه [من الوافر] :
٤٤٤ ـ فما كعب بن مامة وابن سعدى |
|
بأجود منك يا عمر الجواد |
بفتح عمرو ، حمله البصريّون على أنّ أصله يا عمرا بالألف ، فحذف لالتقاء الساكنين على مذهب من يجيز إلحاق الألف في غير الندبة والاستغاثة والتعجّب ، أو أنّ أصله يا عمرا بالتنوين للضرورة ، ثمّ حذف لالتقاء الساكنين على حدّ قوله : ولا ذاكرا الله إلا قليلا.
تنبيهات : الأوّل : لا أثر للوصف ببنت عند جمهور العرب ، فيتعيّن الضّمّ في نحو : يا هند بنت زيد ، لتعذّر الاتّباع ، لأنّ بينهما حاجزا حصينا ، وهو تحريك الباء الموحّدة ، وجوّز أبو عمرو بن العلاء الفتح سماعا بناء على أنّه للتركيب.
الثاني : شمل قوله : العلم ، المفرد والمثنّى والمجموع مسمّى بهما. فقول الرضيّ لا حاجة للتقييد بالإفراد ، لأنّ المثنّى والمجموع لا يكونان علمين ، إذ لا يثنّى ، ولا يجمع العلم إلا بعد التنكير ، ليس بشيء. قال في النهاية : إذا سمّيت بمسلمات وبزيدين وبزيدين حاكيا إعرابه ، قلت فيمن قال يا زيد بن عمرو بالفتح : يا مسلمات بن عمرو ، بالكسر ، ويا زيدين بن عمرو ، ويا زيدين بن عمرو ، وعلى من ضمّ تقول : يا مسلمات بن
__________________
(١) هو لرؤبة. اللغة : السرادق : كلّ ما أحاط بشيء.