«وإلا» يكن المعطوف مع أل بل كان مجرّدا عنها فهو «كالبدل» في كونه كالمنادى المستقلّ مطلقا ، فيضمّ إن كان مفردا معرفة وإلا نصب. فتقول : يا زيد وبشر ويا عبد الله وبشر ويا زيد وأبا عبد الله ويا عبد الرحمن وعبد الله ، كما تقول : يا بشر ويا أبا عبد الله ويا عبد الله ، لأنّ العاطف كالنائب عن العامل.
وأجاز الكوفيّون والمازنيّ نحو : يا زيد وعمرا بالنصب قياسا على المعطوف مع أل ، قال ابن مالك : وما رواه غير بعيد من الصحّة ، إذ لم ينو إعادة يا ، فإنّ المتكلّم قد يقصد إيقاع نداء واحد على اسمين ، كما يقصد أن يشتركا في عامل واحد ، انتهى.
«وتوابع ما يقدّر ضمّه» من المنادى المبنيّ كالمنادى «المعتلّ» أي المقصور ، نحو : يا موسى ويا فتى ، ومثله المنقوص ، نحو : يا قاضي ويا غازي ، والمنادى المبنيّ قبل النداء ، نحو : يا هذا ويا هؤلاء ويا تأبّط شرّا ويا معدي كرب «كتوابع» المنادى المبنيّ «المضموم لفظا» ، نحو : يا زيد «فترفع» أي توابع ما يقدّر ضمّه «للبناء المقدّر» حملا «على اللفظ» المقدّر كالظاهر ، وتنصب للنصب المقدّر» حملا «على المحلّ» كما تنصب.
وتوابع المضموم لفظا حملا عليه فتقول : يا موسى الفاضل والفاضل ويا فتى نفسه ونفسه ، ويا قاضي كرز وكرزا ، ويا موسى الحارث والحارث ، ويا هذا الكريم والكريم ، ويا هولاء أجمعون وأجمعين ، ويا تأبّط شرا أخو زيد وأخا زيد ، ويا معدي كرب والعباس والعباس ، وقس على ذلك.
لا يقال : المنادى المبنيّ قبل النداء ليس بمضموم المحلّ بل منصوبة ، لأنّه مفعول به ، لأنّا نقول : المراد بمضموم المحلّ أنّه لو وقع موقعه مفرد معرفة معرب في الأصل لفظا لكان مضموما ، وجاز أن يكون مضموم المحلّ مع كونه منصوب المحلّ باعتبارين كهذا في نحو : عجبت من ضرب هذا الرجل ، محلّه الجرّ باعتبار كونه مضافا إليه ، والرفع باعتبار كونه فاعلا للمصدر من حيث المعنى ، ولهذا جاز في تابعه الرفع والجرّ ، وكذلك المنادى ها هنا مضموم المحلّ باعتبار وقوعه موقع المنادى المفرد المعرب لفظا ، ومنصوب المحلّ باعتبار كونه مفعولا به.
تنبيهات : الأوّل : تابع أيّ واسم الإشارة يجب رفعه عند غير المازنيّ ، لأنّه هو المقصود بالنداء. فجعلوا إعرابه بالحركة الّتي كان يستحقّها لو باشره حرف النداء تنبيها على أنّه المنادى ، نحو : يا أيّها الرجل ويا هذا الرجل ، إن كان المراد أوّلا نداء الرجل ، وإنّما أتي باسم الإشارة وصلة لنداء الرجل ، وإن كان المراد نداء اسم الإشارة دونه ، جاز فيه الرفع والنصب.