سُنْبُلاتٍ) [يوسف / ٤٣] ، فإنّه في التتريل مجاور سبع بقرات ، ولذا جاء في غير الآية سبع سنابل.
وقد يكون من أبنية الكثرة إن أهمل بناء القلّة ، نحو : ثلاثة جوار وأربعة رجال ودراهم ، أو كان له بناء قلّة ، لكنّه شاذّ قياسا ، نحو (ثَلاثَةَ قُرُوءٍ)(١) [البقرة / ٢٢٨] ، فإنّه جمع قرء بفتح القاف وسكون الراء ، وجمعه على إقراء شاذّ ، أو سماعا ، نحو : ثلاثة شسوع (٢) ، فإنّ أشساعا قليل في الاستعمال.
تنبيهات : الأوّل : قال بعضهم : ربّما يخرج قوله مجموع ما إذا كان المميّز اسم جنس كشجر وتمر ، أو اسم جمع كقوم ورهط ، فإنّ كلّا منهما يقع مميّزا ، فيخفض بمن كقولك : ثلث من التمر ، وعشرة من القوم ، وقد يخفض بالإضافة ، نحو : (وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ) [النمل / ٤٨]. وفي الحديث : ليس فيما دون ثلاثة ذود صدقة (٣). وكقوله [من الرجز] :
٤٥٠ ـ ... |
|
ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل (٤) |
ويجوز أن يجاب بأنّ المراد بقوله مجموع ، ما يفيد الجمعيّة ، سواء كان جمعا أو اسم جنس أو اسم جمع ، فعلى هذا فالمراد بقوله : «مجرور» أعمّ من المجرور بالإضافة أو بالحرف ، وقد أجمعوا على جرّ اسمي الجنس والجمع بمن ، وأمّا بالإضافة ففيه مذاهب :
أحدها : الجواز على قلّة ، وهو مذهب ابن عصفور ، والثاني : الاقتصار على ما سمع ، وهو مذهب الأكثرين ، والثالث : التفضيل في اسم الجمع ، فإن كان ممّا يستعمل للقليل فقط ، نحو : نفر ورهط وذود جاز ، وإن كان ممّا يستعمل للقليل والكثير كقوم ونسوة لم يجز ، وهو مذهب المازنيّ.
الثاني : لم يستثن المصنّف المأئة إذا وقعت مميّزا ، فإنّها تفرد غالبا ، نحو : ثلاثمائة وأربعمائة ، اعتمادا على ما سيأتي في كلامه قريبا من أنّهم رفضوا جمعها ، وسيجئ الكلام على ذلك.
ومميّز ما بين العشرة والمأئة ، وهو أحد عشر إلى تسعة وتسعين ، منصوب ، أمّا في المركّب نحو : أحد عشر وبابه فلتعذّر الإضافة ، إذ هي ملزومة لجعل ثلاثة أسماء كالاسم الواحد ، فكرهوا ذلك ، ولا يرد قولهم : خمسة عشر زيد ، لأنّ المضاف إليه ثمّ هو المقصود
__________________
(١) قال الأصمعي في قوله تعالى : (ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) : جاء هذا على غير قياس والقياس ثلاثة أقرؤ ولا يجوز أن يقال ثلاثة فلوس ، أنّما يقال ثلاثة أفلس. والقروء : الأطهار. لسان العرب ٣ / ٣١٦٥.
(٢) الشسوع والأشساع مفردهما الشسع : سير يمسك النعل بأصابع القدم.
(٣) روى : ليس فيما دون خمس ذود صدقة : صحيح البخاري ١ / ٦١١ ، رقم ١٣٥. الذود : القيطع من الأبل.
(٤) صدر البيت «كأنّ خصييه من التدلّل» وهو لخطام المجاشعي أو لجندل بن المثنّى أو لسلمي الهذلية. اللغة : خصييه : الخصيان ، التدلّل : الترهل ، ظرف عجوز : وهاء من جلد ، ثنتا حنظل : حنظلتان.