والثاني كقوله [من الوافر] :
٥٠٨ ـ من القوم الرسول الله منهم |
|
لهم دانت رقاب بني معدّ (١) |
والثالث كقوله [من البسيط] :
٥٠٩ ـ ما كاليروح ويغدو لاهيا فرحا |
|
مشمّرا يستديم الحزم ذو رشد (٢) |
والجميع خاصّ بالشعر خلافا للأخفش وابن مالك في الأخير.
تنبيهات : الأوّل : قال السيوطيّ في نكته : لم أر من حكى خلافا هل أل بجملتها موصول أو اللام فقط؟ كما قيل بذلك في أل المعرفة ، ولجريانه هنا اتّجاه ، لكنّ المفهوم من عباراتهم الجزم بأنّها بجملتها الموصول خصوصا قول ابن الحاجب ، وصلة الألف واللام ، وعبّر في المعرفة بأل فقط ، انتهى.
واستظهر بعض المحقّقين عدم الفرق بينهما ، قال : وتخصيص الخلاف بحرف التعريف تحكّم ، انتهى ، فتأمّل.
الثاني : ما تقرّر من أنّ المذكورة موصول اسمي هو الأصحّ ، وليست موصولا حرفيّا خلافا للمازنيّ لعود الضمير عليها في نحو : قد أفلح المتّقي ربّه ، ولأنّها لا تؤول مع صلتها بالمصدر ولا حرف تعريف خلافا للأخفش ، لأنّه يجوز عطف الفعل على مدحولها نحو : (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً* فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) [العاديات / ٣ و ٤] ، أي فاللاتي أغرن فأثرن ، ولأنّه لا يتقدّم عليها معمول مدخولها ، لا يقال : جاء زيد الضارب ، ومحلّ الخلاف إذا كان الوصف الداخلة عليه للحدوث ، ولم تكن للعهد ، أمّا إذا كان للثبوت كالمؤمن والصانع ، قال فيه حرف تعريف اتّفاقا ، قاله التفتازانيّ في شرح التلخيص.
وأما إذا كانت للعهد كما في قولك : جاءني ضارب فاكرمت الضارب ، فلا خلاف في حرفيّتها أيضا ، قاله الرضيّ. قال بعض المحقّقين : وفيه نظر ، لأنّ هذا إنّما يتمّ لو لم يأت الموصول لتعريف العهد ، والتحقيق أنّ الأقسام الأربعة للتعريف يجرى في الموصول.
الثالث : على القول بأنّ أل اسم فالمشهور أنّها اسم موضوع برأسه غير مقتطع من شيء ، وزعم الزمخشريّ أنّها بعض الّذي ، أنّهم لكثرة استعمالهم متوصّلا به إلى وصف المعارف نهكوه بالحذف ، فحذفوا تارة الياء وحدها. وتارة الياء والكسرة ، وتارة اقتصروا على أل ، وصريح كلامه في المفصّل أنّ أل في الّذي حرف تعريف ، وأنّ أل
__________________
(١) لا يعرف قائله. اللغة : دانت : ذلّت وخضعت وانقادت ، معد : هو ابن عدنان.
(٢) لم يعيّن قائله. اللغه : لاهيا : لاعبا ، مشمرا : متهيأ.