تنبيهات : الأوّل : قال بعضهم : ذكر الإعراب لا حاجة إليه لظهور العلم به من كونه تابعا إلا أن يقال : أراد جمع الأمور الّتي تعتبر التبعيّة فيها لتنضبط معا.
الثاني : محل ما تقرّر حيث لم يمنع مانع من التبعيّة ، كما في الملتزم إفراده وتذكيره كالفعل أو تذكيره كفعول بمعنى فاعل وفعيل بمعنى مفعول كامرأة صبور وجرى ح ، أو تأنيثه كرجل ربعة (١) وهمزة (٢) وامرأة ربعة وهمزة ، ولا يشكل شيء من ذلك على قضية إطلاق المصنّف ، لأنّه شاذّ ، وأمّا قولهم برمة أعشار وأكسار وثوب أسمال و (نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ) [الإنسان / ٢] ، فلأنّ البرمة مجتمعة من الأكسار والأعشار هي قطعها ، والثوب مؤلّف من قطع كلّ واحد منها ، سمل أي خلق ، ونطفة مركّبة من أشياء ، كلّ واحد منها مشج ، فلمّا كان مجموع الأجزاء ذلك الشيء المركّب منها ، جاز وصفه بها ، وجراهم على ذلك كون أفعال جمع قلّة ، فحكمه حكم الواحد ، قال تعالى : (نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ) [النخل / ٦٦] ، والضمير للأنعام. وقال سيبويه : أفعال واحد لا جمع.
«أو بحال متعلّقه» أي بحال قائمة بمتعلّق موصوفه ، وهو ما بينه وبين الموصوف علاقة ، نحو : مررت برجل حسن غلامه ، فالحسن حال قائمة بالغلام ، وهو متعلّق الموصوف.
تنبيه : المراد بحال الموصوف وحال المتعلّق ما جعل حالا للموصوف ، ولو تجوّزا في الأوّل ، وما جعل حالا لغير الموصوف بحسب دلالة التركيب ، وإن كان قائما به في الثاني ، فنحو : مررت بزيد الحسن من قبيل الوصف بحال الموصوف ، وإن كان ليس المراد بالحسن إلا وجهه ، ونحو : رأيت زيدا الحسن نفسه أو ذاته من قبيل الوصف بحال المتعلّق ، وإن كان الحسن قائما بزيد.
«ويتبعه» أي يتبع النعت الّذي هو بحال متعلّق موصوفه «في الثلاثة الأوّل» جمع أولى وهو الإعراب بأوجه الثلاثة والتعريف والتنكير ، وفي الحقيقة إنّما يتبعه في اثنين من خمسة ، واحدة من أوجه الإعراب ، وواحد من التعريف والتنكير ، «وأمّا في» الخمسة «البواقي» وهي الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث ، ففيه تفصيل.
«فإن رفع» أي النعت الّذي هو بحال متعلّق موصوفه «ضمير الموصوف» بأن حوّل الإسناد عن المتعلّق إلى ضمير الموصوف ، وجرّ المتعلّق بالإضافة إن كان معرفة ، ونصب على التمييز إن كان نكرة ، ويسمّى نعتا مجازيّا ، لأنّه جار على الموصوف لفظا ، وهو قائم حقيقة بمتعلّقه ، فهو «موافق» فيه «أيضا» ، كما أنّه موافق في الثلاثة الأوّل ، فهو
__________________
(١) الرّبعة : الخلق لا بالطويل ولا بالقصير ، أو الوسيط القامة «للمذكر والمؤنّث».
(٢) الهمزة : العيّاب.