٧٠٢ ـ فما جمع ليغلب جمع قومي |
|
مقاومة ولا فرد لفرد (١) |
أي فما كان جمع ، وقول أبي الدرداء في الركعتين بعد العصر : ما أنا لأدعهما ، انتهى.
الثاني : «أو» العاطفة إذا كانت «بمعنى إلى» بأن كان الفعل قبلها ممّا ينقضي شيئا فشيئا. «أو» بمعنى «إلا» الاستثنائية ، نحو : لألزمنّك أو تعطيني حقّي ، أي إلى أن تعطيني حقّي ، أو إلا أن تعطيني حقّي.
وتتعيّن الغاية في نحو : لأنتظرن أو يجيء ، والاستثناء في نحو : لأقتل الكافر أو يسلم ، وقوله [من الوافر] :
٧٠٣ ـ وكنت إذا غمزت قناة قوم |
|
كسرت كعوبها أو تستقيما (٢) |
إذ الاسلام لا يكون غاية للقتل ، والاستقامة لا تكون غاية للكسر.
واحترز بقوله : بمعنى إلى أو إلا عن الّتي لا تكون بمعنى أحدهما ، فإنّ المضارع إذا وجد بعدها منصوبا جاز إظهار أن ، كقوله [من الطويل] :
٧٠٤ ـ ولو لا رجال من رزام أعزّه |
|
وآل سبيع أو أسوءك علقما (٣) |
تنبيهات : الأوّل : ما اقتضاه كلامه عن مرادفة أو للحرفين المذكورين هو قضية كلام كثيرين ، لكن قال بعضهم : الأظهر أنّهم لن يريدوا أنّ أو بمعنى إلى أو إلا حقيقة ، بل أرادوا أنّها لأجل الأمرين وما بعدها حين التّكلّم به غير متحقّق ، وما قبلها متحقّق ، فالحكم بأنّ أحد الأمرين لا محالة يستلزم أنّ ما قبلها متحقّق إلى أن يتحقّق ما بعدها ، أو أنّ ما قبلها متحقّق كلّ وقت إلا وقت تحقّق ما بعدها. وما قيل : إنّ الوقت محذوف على الثاني ، وإنّ ما بعد أو في محلّ جرّ على الأوّل ، وفي محلّ النصب على الثاني من عدم التأمّل ، وكفى شاهدا على صدق ما قلنا أنّهم لم يعدّوا أو من حروف الجرّ ، ولا من أدوات الإستثناء ، انتهى.
وهو ردّ لما قاله الرضيّ من أنّ أو إذا فسّرت بإلى فما بعدها بتأويل مصدر مجرور بها ، لأنّها بمعنى إلى وإن فسّرت بإلا فالمضاف بعدها محذوف ، وهو الظرف ، أي لألزمنّك إلا وقت أن تعطيني ، فهو في محلّ نصب على أنّه ظرف لما قبل أو ، انتهى.
وقال ابن مالك : تقدير إلى وإلا في موضع أو تقدير لحظ فيه المعنى دون الإعراب ، والتقدير الإعرابيّ المرتّب على اللفظ أن يقدّر قبل أو مصدر ، وبعدها أن ناصبة للفعل ،
__________________
(١) لم يعيّن قائلة.
(٢) هو لزياد الأعجم. اللغة : غمزت : الغمز : حبس باليد يشبه النخس ، القناة : الرمح ، الكعوب : جمع كعب ، وهو طرف الأنبوبة الناشز ، تستقيم : تعتدل.
(٣) هو للحصين بن الحمام. اللغة : رزام وسبيع وعلقما : أسماء أعلام.