جزاء يمتنع جعله شرطا «فالفاء» لازمة له ، كأن يكون جملة اسمية أو انشائية أو فعلا جامدا أو ماضيا مقرونا بقد ، نحو : إن تقم فأنا أقوم أو فأكرمني ، أو فعسى أن أقوم ، أو فقد قمت.
مسألة : وينجزم بعد الطلب : بإن» مقدرّة مع قصد السّببيّة ، نحو : زرني أكرمك ، ولا تكفر تدخل الجنّة ، ومن ثمّ امتنع لا تكفر تدخل النار ، بالجزم لفساد المعنى.
ش : هذا فصل في الكلام على جوازم المضارع ، والجوازم نوعان :
فالنوع «الأوّل ما يجزم فعلا واحدا» وظاهر أنّ المراد بقوله : ما يجزم هنا وفي مقابلة الآتي ما يجزم بالإصالة ، وإلا فكلّ جازم يجزم بالتبعيّة ما لا ينحصر ، وهو أربعة أحرف لا غير بدليل الاستقراء.
أحدها والثاني : «اللام ولا الطلبيّتان» أي الدالّتان على الطلب ، فدخل في ذلك لام الأمر «نحو : ليقم زيد» ولام الدعاء ، نحو : (لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) [الزخرف / ٧٧] ، ولا الناهية نحو : (لا تُشْرِكْ بِاللهِ) [لقمان / ١٣] ، ولا الدعائية ، نحو : (لا تُؤاخِذْنا) [البقرة / ٢٨٦].
وحركة اللام الطلبيّة الكسر ، وفتحها لغة سليم ، وتسكن غالبا بعد الواو والفاء وثمّ ، وجزمها فعل المتكلّم مبنيّا للفاعل قليل ، سواء كان المتكلّم مفردا كقوله (ع) : قوموا فلأصلّ بكم (١) أو معه غيره ، نحو قوله تعالى : (وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) [العنكبوت / ١٢] ، لأنّ المتكلّم لا يأمر نفسه ، وأقلّ منه جزمها فعل الفاعل المخاطب كقراءة عثمان (٢) وأبي (٣) وأنس وزيد فبذلك فلتفرحوا [يونس / ٥٨]. وقوله (ع) : لتأخذوا مصافكم (٤).
والأكثر الاستغناء عن هذا بفعل الأمر ، نحو : افرحوا وخذوا وقوموا ، وإذا انتفت الفاعلية نحو : ليعن بحاجتي أو الخطاب ، نحو : ليقم زيد أو كلاهما ، نحو ، ليعن زيد بحاجتي ، وجبت اللام ، وقد تحذف في الشعر فقط على الصحيح ، نحو قوله [من الطويل] :
٧١٤ ـ فلا تستطل منّي بقائي ومدّتي |
|
ولكن يكن للخير منك نصيب (٥) |
__________________
(١) روي فنصلّ ، سنن الترمذي ١ / ٤٥٥ ، رقم ٢٣٤.
(٢) عثمان بن سعيد بن عدّي المصري ، من كبار القرّاء ، غلب عليه لقب «ورش» أصله من قيروان ومولد ووفاته بمصر سنة ١٩٧ ه. الأعلام للزركلي ، ٤ / ٣٦٦.
(٣) أبي بن قيس بن عبيد ، صحابي أنصاري ، أمره عثمان بجمع القرآن ، فاشترك في جمعه ، وفي الحديث ، أقرأ أمّتي أبّي بن كعب ، مات بالمدينه سنة ٢١ ه المصدر السابق ، ١ / ٧٨.
(٤) ما وجدت الحديث في المصادر.
(٥) البيت مجهول القائل.