أي ما أعفّها وأكرمها.
وفي المثل أفعل به ، إن كان أفعل معطوفا على آخر مذكور معه مثل ذلك المحذوف نحو : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) [مريم / ٣٨] ، وقوله [من الرجز] :
٧٧٢ ـ أعزز بنا وأكف إن دعينا |
|
يوما إلى نصرة من يلينا (١) |
أي وأكف بنا. وأمّا قوله [من الطويل] :
٧٧٣ ـ فذلك إن يلق المنيّة يلقها |
|
حميدا وإن يستغن يوما فأجدر (٢) |
فشاذّ.
وإنّما جاز حذفه مع كونه فاعلا عند سيبويه ، والفاعل لا يحذف ، لأنّه بملازمتة الجرّ وبكون الفعل الّذي قبله في صورة ما فاعله مضمر ، والجارّ والمجرور بعده مفعول أشبه الفضلة ، فجاز حذفه اكتفاء بما تقدّم. وذهب الفارسيّ وجماعة إلى أنّه لم يحذف ، ولكنّه استتر في الفعل حين حذفت الباء كما في قولك : زيد كفى به كاتبا ، زيد كفى كاتبا ، وردّه ابن مالك بلزوم إبرازه حينئذ في التثنية والجمع ، وإنّ من الضمائر ما لا يقبل الاستتار ، ك نا من أكرم بنا.
الخامس : زاد بعضهم في التعجّب صيغة ثالثه ، وهي فعل بضمّ العين ، نحو : (كَبُرَتْ كَلِمَةً) [الكهف / ٥] ، وزاد الكوفيّون رابعة ، وهي أفعل بغير ما ، فأجازوا تحويل الثلاثيّ إلى صيغة أفعل ، فتقول : أحسنت رجلا ، واكرمت رجلا ، بمعنى ما أحسنك رجلا ، وما أكرمك ، وزاد بعضهم اسم التفضيل متمسّكا بقول سيبويه : إنّ أفعل وما أفعله وأفعل به في معنى واحد ، قاله في التصريح.
__________________
(١) لم أقف على قائل البيت.
(٢) هو لعروة بن الورد ، الملقّب بعروة الصعإليك. اللغة : المنيّة : الموت.