وقال الآخر [من الطويل] :
٨٤٤ ـ ليإلى اقتاد الصبا ويقودني |
|
... (١) |
«و» تقع الجملة المضاف إليها «بعد حيث» من أسماء المكان مضافا إليها وجوبا ، نحو : جلست حيث زيد جالس ، «ولا يضاف إلى الجمل من ظروف المكان سواها» وقد مرّ وجه ذلك في باب الإضافة ، فليرجع إليه. «و» الاستعمال «الأكثر إضافتها» إلى الجملة «الفعلية» ، ومن ثمّ رجّح النصب في نحو : جلست حيث زيدا أراه.
تتمّة : ويضاف إلى الجملة سوي ما ذكر ستّة أخر.
أحدها : آية بمعنى علامة ، فإنّها تضاف جوازا إلى الجملة الفعلية المتصرّف فعلها مجرّدا ، كقوله [من الطويل] :
٨٤٥ ـ ألكني إلى سلمى بآية أومأت |
|
بكفّ خضيب تحت كفّ مدرع (٢) |
وقوله [من الوافر] :
٨٤٦ ـ بآية تقدمون الخيل شعثا |
|
كأنّ على سنابكها مداما (٣) |
أو مقرونا بما الزائدة عند سيبويه أو المصدريّة عند ابن جنيّ وابن مالك في قوله [من الوافر] :
٨٤٧ ـ ألا من مبلغ عنّي تميما |
|
بآية ما تحبّون الطّعاما (٤) |
أو النافية في قوله [من الطويل] :
٨٤٨ ـ ألكني إلى قومي السّلام رسالة |
|
بآية ما كانوا ضعافا ولا عزلا (٥) |
هذا قول سيبويه ، وزعم ابن جنيّ أنّها إنّما تضاف إلى المفرد ، نحو : (إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ) [البقرة / ٢٤٨] وأنّ الجملة بعدها على تقدير ما المصدريّة ، كأنّه رأى أنّ الإضافة إلى الجملة أنّما ينبغي أن يكون في الظروف ، وما أشبهها بوجه وأنّه بعيدة من الظروف ، وأنّما قدّر ما دون أن المعهودة التقدير ، لأنّ الفعل لم ير منصوبا في وقت ما ، ولأنّه لا يختصّ بالمستقبل ، وردّ ابن مالك عليه بقوله [من الطويل] :
٨٤٩ ـ ... |
|
بآية ما كانوا ضعافا ولا عزلا (٦) |
__________________
(١) تمامه «يحول بنا ريعانه ويحاوله» ، وهو لطرفة بن العبد. اللغة : الريعان : من كلّ شىء : أوّله وأفضله.
(٢) لم يذكر قائله. اللغة : ألاك : أبلغ ، أومأت : أشارت ، الكفّ : الراحة مع الأصابع. الخضيب : فعيل بمعنى المفعول يعني ما غيّر لونه بالحنّاء.
(٣) نسب البيت إلى الأعشى وإلى زيد بن عمرو بن الصعق. اللغة : يقدمون : يدخلون ويتقدّمون في الأمر ، الشعث : جمع أشعث ، وهو المغبر الرأس ، السنابك : جمع سنبك ، وهو طرف الحافر ، المدام : الخمر.
(٤) هو لزيد بن عمرو بن الصعق.
(٥) هو لعمرو بن شأس. اللغة : الضعاف : جمع ضعيف ، العزل : جمع أعزل : وهو الّذي لا سلاح له.
(٦) تقدّم برقم ٧٤٨.