ش : هذا تقسيم للاسم من تقسيم الكليّ إلى جزئيّاته ، وهو أن يضمّ إليه قيود متباينة أو متغايرة فقط ، ليحصل من انضمام كلّ قيد إليه ، قسم منه «الاسم إن وضع لذات» أي معنى قائم بنفسه بقرينة مقابلة «فاسم عين» ، وقد يقال : اسم شخص وهما بمعنى ، والأوّل أشهر كزيد ورجل ، «أو» وضع «لحدث» أي معنى قائم بغيره ، سواء صدر عنه كالضرب والمشي أو لم يصدر كالطول والقصر «فاسم معنى كضرب».
وقول بعضهم : إنّ العين يطلق على المعنى ، نحو : عين إليقين وعين الريا ، فكيف يجعل قسيما للمعنى ليس بشيء ، لأنّ العين مشترك بين الشخص والحقيقة.
تنبيه : المراد بالقيام بالغير كونه ناعتا له ، أي بحيث يصحّ أن يشتقّ منه اسم محمول عليه كالضارب من الضرب ، أو كونه حاصلا في الغير ومختصّا به ، بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما تحقيقا كالضرب في الضارب ، وتقديرا كالأصوات القائمة بالأجسام والعلوم والمعارف القائمة بالمجرّدات والصفات القائمة بالمجرّدات والصفات القائمة بذاته تعالى.
فإنّ شيئا من هذه الأمور سوي الأجسام غير مشار إليه بحسب الحسّ ، ولكنّ كلّ واحد منها بحالة لو أمكن الإشارة إليه حسّا لكانت الإشارة إليه عين الإشارة إلى ما حلّ فيه إن كان محلّا لشئ ، وعين الإشارة إلى محلّه ، إن كان حالا في محلّه ، وأمّا تفسيره بالتّبعيّة في التخيّر فينتقض بصفات البارئ تعإلى وصفات المجرّدات ، بل بالصفات الاعتباريّة للمتخيّرات ، كذا قرّره بعض المحقّقين ، فتامّله.
أو «وضع لمنسوب إليه حدث» نسبته تقييديّة «فمشتقّ» ، وهو أعني المنسوب إليه الحدث إمّا أن يكون ذاتا ما ، أي مبهمة لا تعيّن لها أصلا ، ويسمّونه صفة ، وهو إمّا ينسب إليه الحدث على الوجه الحدوث (١) ، وهو اسم الفاعل ، «كضارب» ، أو على وجه الثّبوت ، وهو الصفة المشبهة ، كحسن ، أو وقوعه عليه ، وهو اسم المفعول كمضروب ، أو زيادة موصوفة على غيره فيه وهو اسم التفضيل كأفضل ، وهو إمّا أن يكون ذاتا متعيّنة باعتبار فإمّا أن يعتبر كونه زمانا للحدث ، وهو اسم الزمان أو كون مكانا له ، وهو اسم المكان ، أو كونه آلة لحصوله ، وهو اسم الآلة.
وإنّما قلنا : إنّه متغيّر في هذه الثلاثة باعتبار دون الصفات ، لأنّ معنى مقام مثلا مكان فيه القيام ، لا شئ آخر ، أو ذات ما فيه القيام بخلاف القائم ، فإنّ معناه ذات ما له القيام ، كذا قرّره غير واحد من المحقّقين ، فتدبّر.
__________________
(١) سقط الحدوث في «س».