٨٥٢ ـ ... |
|
وتذكر نعماه لدن أنت يافع (١) |
قال ابن مالك في شرح التسهيل : وهما أحقّ من ذلك من آية.
أمّا لدن فإنّها تدلّ على مبدإ الغاية زمانا ومكانا ، فإذا دلّت على مبدإ الزمان فجريها مجرى الأسماء المبهمة ليس ببدع.
وأمّا ريث فهو مصدر راث يريث ، إذا أبطأ ، فعومل في الإضافة إلى الجملة معاملة أسماء الزمان ، كما عوملت المصادر معاملة أسماء الزمان في التوقيت ، انتهى. فالأصل في مثل قولك : أنظرني ريث أفعل ، أنظرني مدّة ريث أن أفعل ، ثمّ أنيبت ريث عن المدّة ، وأضيفت إلى الجمل كما يجوز ذلك في المدّة ، وذهب ابن مالك في الكافية وشرحها إلى أنّ الفعل بعدهما على إضمار أن ، ويؤيّده ظهورها مع لدن في قوله [من الطويل] :
٨٥٣ ـ وليت فلم تقطع لدن أن وليتتنا |
|
قرابة ذي قربي ولا حقّ مسلم (٢) |
والخامس والسادس : قول وقائل ، كقوله [من الخفيف] :
٨٥٤ ـ قول يا للرّجال ينهض منّا |
|
مسرعين الكهول والشّبّانا (٣) |
وقوله [من الكامل] :
٨٥٥ ـ وأجبت قائل كيف أنت بصالح |
|
حتّى مللت وملّني عوّادي (٤) |
تنبيهات : الأوّل : يشترط في الجملة المضاف إليها خبريّتها ، فإن كانت الجملة اسميّة ، وصدرت بلا التبرئة بقي اسمها على ما كان عليه من بناء أو نصب ، فتقول : جئتك يوم لا حرّ ولا برد ، ويروى يوم لا حرّ ولا برد بالجرّ على إضافة يوم إلى الاسم بعد لا ، وإن صدرت بلا وما العاملتين كليس لم يختلف حكمها ، كقوله [من الطويل] :
٨٥٦ ـ وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة |
|
بمغن فتيلا عن سواد بن قارب (٥) |
الثاني : لا يلحق الرابط الجملة المضاف إليها إلا نادرا : قال ابن مالك : كلّ مضاف إلى جملة مقدّر الإضافة إلى مصدر من معناها ، ومن أجل ذلك لا يعود منها ضمير إلى المضاف إليها ، كما لا يعود من المصدر ، فإن سمع ذلك عدّ نادرا كقوله [من الوافر] :
٨٥٧ ـ مضت سنة لعام ولدت فيه |
|
وعشر بعد ذاك وحجّتان (٦) |
__________________
(١) صدره «إلى أنت ذو فودين أبيض كالنسر» ، ولم يذكر قائله. اللغة : الفود : الجناح.
(٢) لم يسمّ قائله.
(٣) لم يعيّن قائله.
(٤) لم يسمّ قائله. اللغة : مملت : من الملالة ، وهي السآمة ، العوّاد : جمع عائد وهو الّذي يزور المريض.
(٥) قاله سواد بن قارب وقدر رأى النبي (ص) في المنام ، فأسلم حين كونه غائبا عن النبي (ص) في المدينه ، فخاطب النبي (ص) بقصيدة منها هذا البيت. اللغة : الفتيل : شقّ في نواة التمر ، وهو مفعول لمغن.
(٦) هو من أبيات للنابغة الجعدي ، اللغة : الحجة : الحول والسنة.