المفصّل في شواهد النحو الشعريّة» وسائر الكتب النحويّة ، وقد شكّلت هذه الأبيات ، وعيّنت قائلها وبحورها الشعريّة ، وشرحت مفرداتها الصعبة في الهامش.
وقد شرح المؤلّف في كتابه هذا القواعد النحويّة بأسلوب منطقيّ ودقيق ، ناسبا كلّ قول ورأي إلى صاحبه ، بحيث يشير إلى آراء النحاة في كلّ مسألة وإلى الكتب الّتي استفاد منها ، ويأتي بآراء أكثر من ثلاثمائة نحويّ ولغويّ وشاعر ، ويورد أسماء ما يقارب مائة من الكتب النحويّة واللغويّة ، فكان التعريف بالأعلام والكتب في الهامش جزء من عملي في هذا المجال.
وأمّا بالنسبة للحواشي والتعليقات فهناك مدرستان : الأولي : الاكتفاء ببيان فروق النسخ فحسب ، على اعتبار أنّ عدم إثقال النص بتعليقات وحواش هو أمر ليس من عمل المحقّق ، فالتحقيق ليس شرحا أو تحشية ، وإنّما هو إبراز الكتاب كما أراده المؤلّف ، والثانية : إثبات الشروح والتعليقات وإبداء الرأي في الغامض من العبارات ، وقد سلكت في هذه المسألة منهج التوسّط الّذي يظهر فيه مدي كفاءة المحقّق العلميّة والعمليّة.
يعتبر التشكيل من واجبات المحقّق الأساسيّة في تحقيق المخطوطات ، إذ لا قيمة لتحقيق أيّ أثر تراثيّ إن لم يقترن بتشكيل دقيق ، لأنّ من شأن ذلك ، الوقوف على دقائق الأفكار ومسارها الإعرابيّ الصحيح ، ويتمثّل ذلك خاصّة في تشكيل الآيات القرآنيّة والأحاديث الشريفة والأشعار والأمثال والأعلام والمواضع والعبارات الغامضة ، لذا حاولت إنجاز هذا العمل بالاستفادة من القرآن الكريم وكتب الحديث ودواوين الشعراء وشرح الشواهد الشعريّة وكتب الأمثال.
ومن أهمّ وظائف المحقّق في تصحيح المخطوطات وضع علامات الترقيم وتقسيم الجمل ، لكي يتّضح المعنى ، وتظهر فطنة المحقّق في كثير من الأحيان بوضع العلامة المناسبة في مكانها الملائم ، وكما أشرت سابقا بمطالعة الكتب المتعلّقة بتصحيح المخطوطات قمت بهذا الأمر بعد قراءة النص عدّة مرّات ، والله سبحانه وتعإلى أبعد من كلّ عيب وخطأ.
وتعدّ الفهارس الفنيّة المختلفة أهمّ مرشد للباحث في الكتاب المحقّق ، فهي الّتي تظهر مضمون الكتاب وجواهره ، لأنّ الكتاب بدونها خزانة مقفلة يعسر على القارئ والباحث استخراج ما يحتاجه منها ، وقد وردت بعض الفهارس في مخطوطة «م» ـ سيأتي ـ في الصفحات الأولي ، وعند الاستفادة منها أو من الكتب الأخرى عمدت إلى إكمال الفهارس ووضعتها بين معقوفتين [ ] ، لأبينّ أنّه ليس في نصّ المخطوطة ، وكي