وقبل أن أبدأ عملي حصلت على عدّة كتب ومقالات حول أسلوب التصحيح للمخطوطات مثل «نقد وتصحيح متون» لنجيب مايل هروي ، و «قواعد تحقيق المخطوطات» لعبد السّلام محمد هارون ، و «منهج تحقيق المخطوطات» لإياد خالد الطباع ، و «قواعد تحقيق المخطوطات» للدكتور صلاح الدين المنجد ، وعدد من المقالات الّتي أخذتها من المواقع الإنترنتيّة ، وقرأتها بدقّة لكي يكون العمل في تصحيح هذه المخطوطة عملا علميّا دقيقا.
وبعد مطالعة الكتب بدأت بالتصحيح ، وكنت أطالع كلّ بحث في المخطوطة الأصليّة ، وأقارنه بسائر النسخ واحدة تلو أخرى ، وأكتب الفروق والاختلافات على الهامش ، والجدير بالذكر أنّ الفروق بين النسخ كانت كثيرة جدّا بعض الأحيان ، ولكنّي أهملت ما وجدته يعود إلى جهل الناسخ أو من سهوه ، وحاولت أن أدوّن تلك الّتي ذات قيمة وتأثير في قراءة النص ، وفي بعض النسخ كان التشويش والتحريف والحذف كثيرا ، وهذا ما ستردّ له الإشارة عند دراسة النسخ.
ولقد استفاد الشارح من آراء النّحويّين واللغويّين ، واستشهد بكثير من الكتب النحويّة المشهورة مثل «الكتاب» لسيبويه و «شرح الكافية في النحو» للرضيّ و «الخصائص» لابن جنّي و «مغني اللبيب» و «شذور الذهب» لابن هشام و «شرح ابن عقيل» و... فراجعت أثناء التصحيح هذه الكتب ، وطالعت المباحث المشروحة فيها ، لكي يكون عملي بعيدا من الخطأ.
وكما سبق ذكره يوجد في هذا الشرح كثير من الآيات القرآنيّة كشواهد نحويّة ، فراجعت القرآن الكريم ، واستخرجت الآيات ، وشكّلتها ، وأكملت بعضها ، وأصلحت بعض الأخطاء الّتي دخلت عليها أثناء النسخ ، وأشرت إليها في الهامش.
يضمّ كتاب «الحدائق النديّة» ما يقارب السبعين حديثا ، معظمها عن الرسول الأعظم (ص) ، فاستخرجت هذه الأحاديث من كتب الحديث ، وأكملت بعضها ، وشكّلتها ، وكتبت مصادرها ومراجعها في الهامش.
ومن ميّزات هذا الكتاب الإكثار من الاستشهاد بأبيات من الشعر كشواهد نحويّة ، والجدير بالذكر أنّ المؤلّف بعض الأحيان قد أتي بالمصرع الأوّل أو الثاني أو كلمات من وسط المصرعين ، لكنّي استخرجت هذه الأبيات الكثيرة الّتي تزيد عن ألف بيت ، إلا عددا قليلا لم أجد مصدره ، ولم أعثر عليه في دواوين الشعراء والكتب المتعلّقة بها ، نحو :
«خزانة الأدب» و «الأغاني» و «الكتاب» و «مغني اللبيب» و «جامع الشواهد» و «المعجم