زائدة ، وليست للابتداء ، أو بأنّها داخلة على المبتدإ المحذوف ، أي لهما ساحران ، أو بأنّها دخلت بعد إن هذه لشبهها بأنّ المؤكدة لفظا كما قال [من الطويل] :
٩٣٤ ـ ورجّ الفتى للخير ما إن رأيته |
|
... (١) |
فزاد إن بعد ما المصدريّة لشبهها في اللفظ بما النافية ، قال ابن هشام : ويضعف الأوّل أنّ زيادة اللام في الخبر خاصّة في الشعر ، والثاني أنّ الجمع بين لام التوكيد وحذف المبتدأ كالجمع بين المتنافيين.
الثالث من الأمور : أنّ ما قبل إنّ المذكورة لا يقتضي أن يكون جوابه نعم ، إذ لا يصحّ أن يكون جوابا لقول موسى : (وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى) [طه / ٦١] ، ولا يكون جوابا لقوله : (فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ) [طه / ٦٢] ، وهذا الردّ حكاه بعضهم عن أبي على الفارسيّ.
قال الدمامينيّ : وهو حسن ، وتعقّبه الشمنيّ بأنّه لا حسن فيه ، فإنّه على هذا الحمل جواب لإخبار بعضهم بعضا ، أو لاستخبار بعضهم عند إسرارهم النجوي كما حكاه الله تعالى لنا ، فليتأمّل ، فإنّه من المحاسن ، ويؤيّده قول صاحب الكشّاف : والظاهر أنهم تشاوروا في السّرّ ، وتجاذبوا أهداب (٢) القول ثمّ : (قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) [طه / ٦٣] ، فكانت نجواهم فى تلفيق هذا الكلام وتزويره خوفا من غلبتهما وتثبيطا للناس عن اتّباعها ، انتهى.
وقد مرّ لتأويل هذه القراءة وجوه أخر في باب أسماء الإشارة ، واستوفينا الكلام عليها هناك ، فليرجع إليه.
__________________
(١) تقدم برقم ٩٢٩.
(٢) أهداب : (ج) الهدب : الطرف.