١٠٦٣ ـ ربّما أوفيت في علم |
|
ترفعن ثوبى شمالات (١) |
لأنّ التكثير والتقليل أنّما يكونان فيما عرف حدّه ، والمستقبل مجهول ، وقد يليها المضارع ، نحو : ربّما يودّ ، وقيل : هو مؤوّل بالماضي ، وقد يليها الجملة الاسميّة خلافا للفارسيّ ، كقوله [من الخفيف] :
١٠٦٤ ـ ربّما الجامل المؤبّل فهيم |
|
وعناجيج بينهنّ المهار (٢) |
والثاني الكاف ، نحو : كن كما أنت ، وقوله [من الطويل] :
١٠٦٥ ـ أخ ماجد لم يحزني يوم مشهد |
|
كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه (٣) |
وقوله [من الطويل] :
١٠٦٦ ـ ألم تر أنّ البغل يتبع إلفه |
|
كما عامر واللّؤوم مؤتلفان (٤) |
وقيل : لا تكفّ الكاف بما وأنّ «ما» في ذلك مصدريّة موصولة بالجملة الاسميّة.
الثالث : الباء كقوله [من الخفيف] :
١٠٦٧ ـ فلئن صرت لا تحير جوابا |
|
لبما قد ترى وأنت خطيب (٥) |
ذكره ابن مالك ، وأنّ «ما» الكافّة أحدثت مع الباء معنى التقليل ، كما أحدثت مع الكاف معنى التعليل فى نحو : (وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ) [البقرة / ١٩٨] ، قال ابن هشام : والظاهر أنّ الباء والكاف للتعليل ، وأنّ «ما» معها مصدريّة ، قد سلم أنّ كلّا من الكاف والباء يأتي للتعليل مع عدم «ما» كقوله تعالى : (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ) [النساء / ١٥٩] ، (وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) [القصص / ٨٢] ، وأنّ التقدير أعجب لعدم فلاح الكافرين ، ثمّ المناسب في البيت معنى التكثير لا التقليل.
الرابع : من ، كقوله [من الطويل] :
١٠٦٨ ـ وإنّا لممّا نضرب الكبش ضربة |
|
على رأسه تلقى اللسان من الفم (٦) |
قاله ابن الشجريّ ، والظاهر أنّ «ما» مصدريّة ، وأنّ المعنى مثله في : (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ) [الأنبياء / ٣٧].
وأمّا الظروف فأحدها بعد ، كقوله [من الكامل] :
__________________
(١) البيت لجذيمة بن مالك الأبرش ، اللغة : أوفيت : أشرفت ، العلم ، الجبل ، الشمالات : رياح الشمال الشديدة.
(٢) هو لأبي دؤاد الإيادي شاعر جاهليّ اشتهر بوصف الخيل. اللغة : الجامل : جماعة الإبل ، المؤبل : كثير الإبل ، العناجيج : جمع عنجوج ، وهو من الخيل : الطويل العنق ، المهار : جمع مهر وهو ولد الفرس. والمعنى أنّه إذا قامت الحرب حشّد لها الإبل الكثيرة وأحسن الخيول مع أمهارها.
(٣) هو لنهشل بن حري. اللغة : ماجد كريم. لم يخزنى : لم يهنّى.
(٤) هو لزياد بن الأعجم.
(٥) هو لمطيع بن أياس أو لصالح بن عبد القدوس. اللغة : تحير : ترجح وتردّ.
(٦) تقدّم برقم ٣٢٨.