تصير قابضة تستعمل في الهند في الدوسنطاريا المزمنة والإسهالات مسحوقة مع مسحوقة الأنيسون مدة سبعة أيام ، وذكروا أن الجذع قد يعلو مائة وستين قدما إذا كان قرب البحر ، وينقص علوه كلما بعد عنه ، وتتكون منه غابات جميلة المنظر في جزائر بولينسيا والاقيانوس ، وتنفع جذوعها في العمارات والأثاثات وغير ذلك ، وتحتوي أغصانها الصغيرة في باطنها على نخاع مأكول سكري مقبول الذوق.
وإذا كمل تكون السوق كان خشبها الذي من الخارج قليل الخن لكن شديد الصلابة مكونا من ألياف مستطيلة بطول الجذع ، ويصنع من تلك الأشجار حبال للسفن ، لكنها أقل متانة من نخل التمر ، وأوراق النارجيل تطول من خمسة عشر ، قدما إلى ثمانية عشر وهي مركبة من وريقات متينة خضر سهلة الانثناء يصنع منها ما يصنع من خوص النخل وكل ورقة محاطة من أول منشئها بنوع شبكة حيطية هي الليف تستعمل مرشحا ومنخلا ، وتصنع منها ملبوسات ، وتسقط كل سنة مع الورقة ، ويبقى منها أثر على الجذع ، ويستعمل في بلاد الهند منسوجها القطني لإيقاف دم لدغ العلق الزر الذي ينتهي به الجذع طري لطيف المأكل يسمى أيضا بالجمار ، وهو ألطف من جمار النخل ولكنه مثله فيما إذا قطع ماتت الشجرة ، ويظهر أنه لا يخرج من الجذع إلا قليل نبيذ ، وينال من ثمره لبن أحسن من ذلك ، ويقال : إن عصارته النباتية تركز في بعض الأماكن فتنال منها مادة سكرية مسودة تربى مربيات.
وأزهار النارجيل كثيرة بيض أو صفر قد تؤخذ وتدق فينال منها سائل مائي يكون مشروبا لذيذا يتحول إلى خل قوي ، وإذا انفتحت كانت صدرية ، وقليل منها يتحول ثمارا وإلا كانت الثمار عديمة الحصر ، والجزء المهم من النبات هو الثمر ، وهو النارجيل الحقيقي ، وحجمه كبير ولونه مسود وشكله قريب لتثليث ، والشجرة يوجد فيها جملة أقناء كل قنو فيه نحو ثلاثين نارجيلة ، ويخرج النارجيل في غلف ليفية خارجة يجهز منه بعد الدق والهرس نوع مشاق لقلفطة السفن ، وقد تعمل منه أقمشة غليظة وملبوسات وغير ذلك ، ثم في داخل هذه الغلف غلاف خشبي صلب ، وهو قشرة الجوزة تستعمل بمنزلة الأواني ، وتعمل منها أكواب وصحون تطلى بالأطلية وتزخرف ، ويقطر هذا الغلاف الخشبي فينال منه دهن شياطي يستعمل في الهند لوجع الأسنان ، وفحم خملي قطيفي يستعمل في صناعة التصوير ، ثم في داخل تلك الجوزة وهي إذا كانت طرية كانت مملوءة بمادة مائية دهنية بيضاء مسكرة ، وكذا إذا ارتقى إلى الشجرة.
وقد أطلع الطلع قبل أن ينشق فيقطع طرف طلعة من طلعها ويلقم كوزا ويعلق بالعرجون فيقطر فيه من الطلعة إلى آخر النهار الرطلان والثلاثة والخمسة بحيث يسمع حس القطر من هو