الحزن والماليخوليا وإنه أزال الزعل والتصورات المظلمة وأحيا السحنة والأعين ، وولد الفرح والسرور ونحو ذلك فهذا بتنبيه الضفائر العصبية المركبة من المجموع العقدي وإصلاح استعدادها الغير الطبيعي وأوصى بمستحضرات هذا الجوهر في الخفقانات والاحتقانات والتقلصات في النساء المصابات بالاستيريا ونحو ذلك فإذا كانت هذه العوارض ناشئة من فساد التأثير الذي قبله القلب والحجاب والعضلات بين الأعضاء من المخ والنخاع المستطيل والنخاع الشوكي وأعصاب المجموع العقدي ، واستعمل لها هذا الجوهر لزم قطع استعماله إذا رجع لهذا التأثير سيره الطبيعي الاعتيادي ، ولكن يقال هل يقدر هذا الجوهر على إحداث هذه النتيجة إذا استعمل من منقوعه في اليوم ثلاثة أكواب أو أربعة ، وعدوا هذا الجوهر من مدرات الطمث ، ويسهل إدراك كيفية تأثيره المدر حينئذ فإنه إذا نبه الرحم وأحدث فيه زيادة فاعلية يجوز إذا ساعدت الأحوال هذه الحركة أن يسبب احتقانا دمويا يساعد مساعدة قوية على اندفاع الطمث.
وذكروا أن المليصا يقوم مقام الشاي فمن النافع أن يستعمل من منقوعه كل يوم بعض أكواب وربما كان ذلك نافعا للأشخاص المسترخية أبدانهم ، ولكنه مضر للمنحولين المهزولين ولمن أليافهم قابلة للتهيج ، بل هناك معدلا لا تصلح لها تلك المنبهات اليومية ؛ لأنها تكدر وظيفة الهضم القديمة وهي كونه عصبيا ومخيا ومفرحا. وذكر أن تلك الخواص تدخل فيها جميع استعمالاته العلاجية ، وأن الأمر لازم لفهم معانيها المخصوصة بها ؛ لأجل الوقوف على خطأ تعقل القدماء ، فأما قولهم أدوية عصية ففيه أن ذلك التعبير أفاد معنى غير محدود وما كان كذلك لا يؤخذ منه معنى حقيقي مراد ، وما قولنا مضادات للتشنج بالمعنى الذي توافقنا عليه فهو أقل إبهاما وذلك لا يظن أن الأدوية العصبية هي التي يمكن استعمالها في الأمراض المصيبة للمجموع العصبي ؛ لأن هذا التعبير مختصر المعنى فتفنى به الفواعل التي تسخن جملة المجموع العصبي مباشرة تسخينا مقبولا أو جزأ من هذا المجموع فالأوجاع العصبية هي التي تستدعي استعمالها ، وكذا أحوال ضعف الأعصاب وسيما الأعصاب المخية الفقرية ومن المعلوم أن تقدم معارف التشريح المرضي واتقان التشخيص الموضعي لأمراض المجموع العصبي المنسوب للحياة النسبية ، يلزم كونهما يحددان عدد الأحوال التي كان يظهر فيها لزوم استعمال الأدوية العصبية تحديدا جليلا حتى لا تستعمل تلك الأدوية بالأكثر إلا في الأنواع الشللية إلا أعارضا لآفات عضوية لا تخرج في الغالب عن المخ ، ومن السعد أننا لا نقتصر في أمراض المراكز العصبية أو متعلقاتها على تغيراتها المادية التي يعسر أخذ تشخيصها من الطبيب أكثر من أخذه من تقدم التشريح المرضى فيمكن أن يحصل من صناعة تأثير عظيم يدخل فيه الأدوية العصبية أحيانا ، بل يمكن إثبات أن استعمالها ليس عديم التناسب كما زعموا في