تريد؟ نريد أن نعدّ لك الفضيخ (١) لتأكله فقال : اذهبوا إلى المدينة إلى فلان ، وقولوا له : المعلّم يقول : زماني قد اقترب عندك ، اصنع الفضيخ مع تلاميذي.
وقد ذكر في الفصل السادس والأربعين من إنجيل مرقص : أنّ تلاميذه قالوا له : أين تريد أنّ تمضي ونعد لتأكل الفضيخ ، فأرسل اثنين من ثلاميذه وقال لهما : امضيا إلى المدينة فسيلقاكما إنسان حامل جَرّة ماء ، فاتبعاه إلى حيث يدخل ، قولا لربّ البيت : إنّ المعلّم يقول : أين موضع الراحة حيث أكل الفضيخ مع تلاميذي.
والمخالفة بين الأوّل وهذا من وجهين :
أحدهما : أنّ ظاهر الأوّل تعيين الشخص ، وهنا قد أبهم واقتصر على ذكر العلامة.
ثانيهما : أنّ المبعوثين هناك جماعة ، وقد صرّح بأنّهما اثنان.
وقد ذكر في الفصل الثامن والسبعين من إنجيل لوقا ، مثل ما حكيناه من إنجيل مرقص ، إلا أنّ فيه أنّه جاء يوم الفطير الّذي كان ينبغي أن يذبح فيه الفضيخ ، فأرسل بطرس ويوحنّا قائلاً : امضيا ، وأعدّا لنا الفضيخ.
وقد صرّح هنا باسم المبعوثين وفيه مخالفة لما تقدّم ، حيث إنّ ظاهره أنّ إرسالهما لإعداد الفضيخ كان ابتداء منه ، وقد نصّ في الأولين أنّه كان بعد سؤال التلاميذ.
ومنها : ما في إنجيل مرقص في الفصل السابع والأربعين أنّه قال : لـ «بطوس» : الحقّ أقول لك ، إنّك اليوم في هذه الليلة ، قبل أن يصيح الديك مرّتين ، تنكرني ثلاث مرّات ، وقد ذكر بعد ذلك وقوعُ ذلك منه على النحو المذكور ، وفي الأناجيل الثلاثة الباقية أنّه لن يصيح الديك حتّى تنكرني ثلاث مرّات.
وقد ذكر في كلّ منها تفصيل الإنكار. والمخالفة بين ما في الأوّل وفي غيرها واضحة.
ثمّ إنّ بين الثلاثة الأخيرة اختلاف في تفصيل الإنكار أيضاً.
ومنها : ما في الفصل الثامن والأربعين من إنجيل مرقص : إنّ يسوع أُخذ من موضع
__________________
(١) الفضيخ : رطب يشدَخ وينتبذ. جمهرة اللغة ١ : ٦٠٧ ، وهو شراب يُتخذ من البسر المفضوخ. العين ٤ : ١٧٨.