الباعثة على النوم والكسل عن العبادات. الرافع لتكليف الخادم من الخدمات ، الباعث على المشقّة الكلّيّة الّتي بها يتضاعف ثواب الطاعات.
وباعتبار تصفيته للنفس ، وبُعده عن الرياء ؛ لخفائه على الحسّ ، واشتماله على المشقّة الكليّة ، وأنّه من الأُمور المتعلّقة بالنفس ، المقصور سلطانها على ربّ البريّة ، وردَ في بعض الأحاديث القدسيّة : «كلّ عمل ابن آدم له ، إلا الصوم ؛ فإنّه لي ، وبه أجزي» (١).
ولكونه مانعاً عن الشهوة الرديّة ، قال فيه سيّد البريّة : «من لم يستطع النكاح فليصُم ، الصوم خِصاء أُمّتي ، يا معاشر الشباب عليكم بالصيام» (٢).
ولأنّه مُكمّل للنفس ، فلا تكون مَغلوبة للهوى ، قال فيه سيّد الأنام صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّه يبعد الشيطان كما بين المشرق والمغرب ، ويسوّد وجهه ، والصدقة تكسر ظهره ، والحبّ في الله والمؤازرة على العمل الصالح تقطع دابره ، والاستغفار يقطع وتينه (٣) ، ولكلّ شيء زكاة ، وزكاة الأبدان الصيام» (٤).
وخُصّت بالصيام ؛ لأنّ ما عداه من زكاة تنمّي الأموال.
وممّا يدلّ على أنّه من أعظم العبادات : خلطه مع الولاية في بعض الروايات ، فعن أبي جعفر عليهالسلام إنّ الإسلام بُني على خمسة أشياء : الصلاة ، والزكاة ، والحجّ ، والصوم ، والولاية (٥).
__________________
(١) الكافي ٤ : ٦٣ ح ٦ ، الفقيه ٢ : ٤٤ ح ١٩٨ ، التهذيب ٤ : ١٥٢ ح ٤٢٠ ، الوسائل ٧ : ٢٩٤ أبواب الصوم المندوب ب ١ ح ٢٧.
(٢) الكافي ٤ : ١٨٠ ح ٢ ، التهذيب ٤ : ١٩٠ ح ٥٤١ ، المجازات النبوية : ٨٥ ح ٥٣ ، الوسائل ٧ : ٣٠٠ أبواب الصوم المندوب ب ٤ ح ١ ، ٢ ، ٣.
(٣) الوتين : عرق يسقي الكبد ، وإذا انقطع مات صاحبه. مفردات الراغب : ٥١١.
(٤) التهذيب ٤ : ١٩١ ح ٥٤٢ ، الفقيه ١ : ٤٥ ح ١٩٧ ، أمالي الصدوق : ٥٩ ح ١ ، وص ٧٥ ح ٥٧ ، الوسائل ٧ : ٢٨٩ أبواب الصوم المندوب ب ١ ح ٢.
(٥) الكافي ٤ : ٦٢ ح ١ ، الفقيه ٢ : ٤٤ ح ١٩٩ ، أمالي الصدوق : ٢٢١ ح ١٤ ، الوسائل ٧ : ٢٨٩ أبواب الصوم المندوب ب ١ ح ١.