وما روي في عدّة روايات : «إنّ الصوم جُنّة من النار» (١). و «أنّ لكلّ شيء زكاة ، وزكاة الأبدان الصوم» (٢) ، و «أنّ خلوف فم الصائم أي رائحته أو طعمه عند الله أطيب من ريح المسك» (٣). و «الصائم في عبادة ، وإن كان على فراشه ، ما لم يغتب مسلماً» (٤).
وإنّ من صام لله يوماً في شدّة الحرّ ، فأصابه ظمأ وكّل الله به ألفَ ملك يمسحون وجهه ، ويُبشّرونه بالجنّة ، حتّى إذا أفطر ، قال الله تعالى : «ما أطيب ريحك وروحك ، يا ملائكتي ، اشهدوا أنّي قد غفرت له» (٥).
وفي بناء هذا ومثله على الظاهر ، فيلحق ما اشتمل عليه بالأحاديث القدسيّة أو على التأويل وجهان ، أقواهما الثاني ، وفي بناء المسح والبُشرى على الظاهر أو التأويل وجهان.
وأنّ نوم الصائم عبادة ، وصمته ونَفَسه تسبيح (٦) ، وعمله مُتقبّل ، ودعاءه مُستجاب.
وأنّ للصائم فرحتين : فرحة عند إفطاره برفع الحرج عنه أو بتوفيقه أو بالمركّب منهما ، وفرحة عند لقاء ربّه.
وأنّ العبد يصوم مُتقرباً إلى الله تعالى ، فيدخله به الجنّة.
وأنّه يغفر له بصوم يوم.
وأنّ لله ملائكة موكّلين بالدعاء للصائمين (٧).
__________________
(١) الكافي ٤ : ٦٢ ح ١ ، الفقيه ٢ : ٤٤ ح ١٩٦ ، الوسائل ٧ : ٢٨٩ أبواب الصوم المندوب ب ١ ح ١.
(٢) الكافي ٤ : ٦٥ ح ١٧ ، الفقيه ٢ : ٤٥ ح ١٩٩ ، التهذيب ٤ : ١٩٠ ح ٥٣٧ ، ٥٤٢ ، أمالي الصدوق : ٥٩ ح ١ ، الوسائل ٧ : ٢٨٩ أبواب الصوم المندوب ب ١ ح ٢.
(٣) الكافي ٤ : ٦٤ ح ١٣ ، الفقيه ٢ : ٤٥ ح ٢٠٣ ، الوسائل ٧ : ٢٩٠ أبواب الصوم المندوب ب ١ ح ٥.
(٤) الكافي ٤ : ٦٤ ح ٩ ، الفقيه ٢ : ٤٤ ح ١٩٧ ، ٢٠٥ ، التهذيب ٤ : ١٩٠ ح ٥٣٨ ، ثواب الأعمال : ٧٥ ح ١ ، الوسائل ٧ : ٢٩١ أبواب الصوم المندوب ب ١ ح ١٢.
(٥) الكافي ٤ : ٦٥ ح ١٧ ، الفقيه ٢ : ٤٥ ح ٢٠٥ ، أمالي الصدوق : ٤٧٠ ح ٨ ، ثواب الأعمال : ٧٦ ح ١ ، الوسائل ٧ : ٢٩٩ أبواب الصوم المندوب ب ٣ ح ١.
(٦) في «ح» زيادة : ويقوى عدم اعتبار النيّة في حصول الأجر.
(٧) انظر الوسائل ٧ : ٢٨٩ أبواب الصوم المندوب ب ١ ، وص ١١٢ من أبواب آداب الصائم ب ٩ ح ١.