على رواية من نصب السوأة واللقب ، أراد ولا ألقّبه واللقب والسوأة أي مع السوأة ، لأنّ من اللقب ما يكون لغير السوأة.
قال ابن مالك في شرح الكافيّة : لا حجّة له في البيتين لاحتمال جعل الواو فيهما عاطفة ، قدّمت هي ومعطوفها وذلك في الأوّل ظاهر ، وأمّا في الثاني فعلى أن يكون أصله ولا ألقّبه اللقب ، وأسوأه السوأة ، ثمّ حذف ناصب السوءة ، كما حذف ناصب العيون من قوله [من الوافر] :
٢٣٩ ـ ... |
|
وزجّجن الحواجب والعيونا (١) |
ثمّ قدّم العطف ، ومعمول الفعل المحذوف ، انتهى.
ولا يتقدّم على العامل والمصاحب معا ، فلا يقال : وعمرا مررت بزيد إجماعا ، ومثّل لقسمي المفعول معه ممّا فيه العامل لفظيّا بقوله : نحو سرت وزيدا. وممّا فيه العامل معنويّا بقوله : مالك وزيدا؟ أي ما تصنع وزيدا؟ ومثله كيف أنت وزيدا؟ وقدّره سيبويه بلفظ الكون في المثالين ، وقدّره بالماضي مع ما ، وبالمضارع مع كيف ، فقال : الأصل ما كنت وزيدا ، واختلف في تقديره ذلك ، هل هو مقصود له أم غير مقصود؟ فزعم السيرافيّ أنّه غير مقصود ، ولو عكس لجاز ، وزعم ابن ولّاد (٢) أنّه لا يجوز إلا ما قدّره سيبويه ، قال : وذلك أنّ ما دخلها معنى التحقير والإنكار ، وليست سؤالا عن مسألة مجهولة ولو كانت لمجرّد الاستفهام لجاز فيها الماضي والمضارع.
واختلف في كان المقدّرة ، فنصّ السيرافيّ وغيره إلى أنّها تامّة ، فعلى هذا يكون كيف في موضع نصب على الحال ، وأمّا ما فلا تكون حالا ، وزعم بعضهم أنّها مخرجة عن أصلها للسؤال عن الحال ، والصحيح أنّ كان ناقصة ، وكيف وما في موضع نصب خبرها ، والتقدير على أيّ حال كنت أو تكون مع زيد ، وهو مذهب ابن خروف ، قاله في التصريح.
تنبيه : نحو هذا لك وإيّاك ممنوع من جهة أنّ الكلام لم يذكره فيه فعل ولا عامل عمله ، واسم الإشارة وحرف الجرّ المتعلّق بالاستقراء لا يعملان فيه ، فلا يتكلّم به خلافا لأبي على ، قال ابن هشام : وأمّا قول سيبويه : وأمّا هذا لك وإيّاك فقبيح ، لأنّك لم تذكره فعلا ولا ما في معناه ، فقالوا : إنّ مراده بالقبيح الممتنع ، انتهى.
__________________
(١) هذا البيت للراعي النميرى واسمه عبيد بن حصين وتمام البيت «إذا ما الغانيات برزن يوما» ، اللغة : الغانيات : جمع غانية ، وهي المرأة الجميلة ، زججن الحواجب : دققنها وأطلنها ورققنها بأخذ العشر من أطرافها حتى تصير مقوسة حسنة.
(٢) ابن ولاد : هو أبو العباس أحمد بن محمد التميمي فهو نحويّ ابن نحويّ ابن نحويّ وله كتاب الإنتصار لسيبويه ، وكتاب المقصور والممدود ، توفّي بمصر سنه ٣٣٢ ه ق. نشاة النحو ، ص ١٠٧.