فشائع ، وقيل : أصله أول ، واختار هذا غير واحد من المحقّقين ، ولا يضاف إلا لمن له شرف من العقلاء المذكّرين ، فلا يقال : آل الإسكاف (١) ، ولا آل مكّة ولا آل فاطمة ، وعن الأخفش (٢) أنّهم قالوا : آل المدينة وآل البصرة ، ولا يجوز إضافته إلى المضمر عند الكسائي (٣) وأبي جعفر النحاس (٤) والزبيدي (٥) ، وأجازها غيرهم ، وهو الصحيح.
«البررة» جمع بارّ ، وهو من الجموع المطّردة فى كلّ فاعل صحيح العين ، كسافر وسفرة ، وفاجر وفجرة. والبرّ الصلة والخير. «الكرام» جمع كريم ، والكرم إيثار الغير بالخير.
«سيّما ابن عمّه» ، أى لا سيما ابن عمّه ، حذفت «لا» تخفيفا مع أنّها مرادة ، كقوله تعالى : (تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ) [يوسف / ٨٥] ، أى : لا تفتأ. وهو تصرّف في لا سيما ، حكاه نجم الأئمة (٦) وغيره ، لكن ذكر البليانىّ (٧) في شرح تلخيص الجامع الكبير أن استعمال سيما بـ [دون] لا لا نظير له في كلام العرب ، والصواب أنّه لم يسمع في كلام العرب (٨) ، ولعلّ مراده نفي حذف لا في غير القسم ، وأمّا في القسم فشائع ، كما في الآية وقول امرئ القيس (٩) [من الطويل] :
١ ـ فقلت يمين الله أبرح قاعدا |
|
ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالى (١٠) |
أى لا أبرح.
__________________
(١) الاسكاف : الخرّاز ، وصانع الأحذية.
(٢) هو أبو عبد الله أحمد بن عمران بن سلامة الألهاني ، كان لغوييا ، نحويا ، شاعرا ، أصله من الشام ، وكانت وفاته سنة ٢٦٠ / ٨٧٤. فواد سزگين ، تاريخ التراث العربي ، ج ٨ ، الطبعة الثانية ، مكتبة آية الله مرعشي ، ١٤١٢ ق ، ص ٤٦٥.
(٣) هو أبو الحسن عليّ بن حمزة بن عبد الله ، المتوفى سنة ١٨٩ / ٨٠٥ ، نحويّ مشهور ، وهو أحد القرّاء السبعة ، ويعدّ من اللغويّن ، وله كتاب «معاني القرآن ومتشابه القرآن و...» المصدر السابق ، ٨ ، / ٢٠٢.
(٤) أحمد بن محمد بن إسماعيل يعرف بابن النحاس ، أبو جعفر المصري ، صنف : إعراب القرآن ، معاني القرآن ، شرح شواهد الكتاب و... توفي سنة ٣٣٨. بغية الوعاة ١ / ٣٦٢.
(٥) هو أبو بكر محمد بن الحسن بن عبد الله ولد سنة ٣١٦ / ٩٢٨ بأشبيلية وأصل أسرته من حمص ، وقد برع الزبيديّ في اللغة والنحو ، ومن آثاره : مختصر كتاب العين للخليل بن أحمد و... ، فواد سزگين ، ٨ / ٣٦٥.
(٦) نجم الأئمة لقب الرضيّ الإمام المشهور صاحب شرح الكافية لابن الحاجب ، فرغ من تأليف هذا الشرح سنة ٦٨٣ ه ، وله شرح علي الشافية. بغية الوعاة ١ / ٥٦٧.
(٧) لعلّه ابن بليان الفارسي الحنفيّ المتوفّى سنة ٧٣١ ه ، وهو من الّذين شرح تلخيص الجامع الكبير في الفروع للشيخ الإمام كمال الدين محمد بن عباد المتوفي سنة ٦٥٢ ه. كشف الظنون ، ١ / ٤٧٢.
(٨) قال الرضيّ : واعلم أنّ الواو الّتي تدخل على لا سيّما في بعض المواضع كقوله : ولا سيّما يوما بدارة جلجل ، اعتراضيّة ، ... وتصرف في هذه اللفظة تصرفات كثيرة لكثرة استعمالها ، فقيل : سيّما بحذف لا ولا سيما بتخفيف إلياء مع وجود لا وحذفها. ابن حاجب ، الكافية في النحو ، شرحه رضي الدين الأسترآباذي ، بيروت ، دار الكتب العلميّة ، لاط ، ١٤٠٥ ه ، ١ / ٢٤٩.
(٩) امرئ القيس من أصحاب المعلقات ، يلقب بذى القروح والملك الضليل ويعدّ أبا للشعر الجاهلى (ت ٥٤٠ م).
(١٠) ديوان إمرئ القيس ، تحقيق محمد رضا مروة ، الطبعة الأولى ، بيروت ، الدار العالميّة ، ١٤١٣ ، ص ٦٠. اللغة : الأوصال : جمع الوصل : المفصل أو مجتمع العظام.