السادس : الظرفية ، نحو : (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ) [آل عمران / ١٢٣] ، (نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ) [القمر / ٣٤].
السابع : البدل ، وهي الّتي يحسن في مكانها بدل ، كقول الحماسي [من البسيط] :
٣٤٠ ـ فليت لي بهم قوما إذا ركبوا |
|
شنّوا الإغارة فرسانا وركبانا (١) |
أي بدلهم ، وانتصاب الاغارة على المفعول لأجله.
الثامن : المقابلة ، وهي الداخلة على الأعواض والأثمان ، نحو : كافأت الإحسان بضعف ، واشتريت الفرس بألف.
التاسع : المجاوزة ، فقيل : تختصّ بالسؤال. قال في الهمع : وظاهر كلام أبي حيان أنّ الكوفيّين كلّهم عليه ، نحو : (فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً) [الفرقان / ٥٨] ، بدليل : (يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ) [الحديد / ١٢] ، وقيل : لا تختصّ به بدليل : (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ) [الفرقان / ٢٥] ، وجعل الزمخشريّ هذه الباء بمترلتها في شققت السنام بالشّفرة ، على أنّ الغمام جعل كالألة الّتي يشقّق بها.
العاشر : الاستعلاء ، نحو : (مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ) [آل عمران / ٧٥] بدليل (هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ) [يوسف / ٦٤].
الحادي عشر : التبعيض ، أثبت ذلك الأصمعّي والفارسيّ والقتبيّ (٢) وابن مالك ، قيل : والكوفيّون ، وجعلوا منه : (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ) [الإنسان / ٦] أي منها ، قال بعضهم : ويمكن أن تكون الباء سببيّة ، أي أنّ العين في اللطافة بحيث تدعو الناظر بها أن يشرب منها ، انتهى.
الثاني عشر : القسم ، وهي أصل حروفه ، ولذلك خصّت بجواز ذكر الفعل معها ، نحو : أقسم بالله لتفعلنّ ، ودخولها على الضمير ، نحو : بك لأفعلن ، واستعمالها في القسم الاستعطافيّ ، وهو المؤكّد لجملة طلبيّة ، نحو : بالله هل قام زيد ، أي أسألك بالله مستحلفا.
الثالث عشر : الغاية ، نحو : (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي) [يوسف / ١٠٠] أي إلى ، وقيل : ضمّن أحسن معنى لطف.
__________________
(١) البيت من مختار أبي تمام في أوايل ديوان الحماسة ، وهو من كلمة لقريط بن أنيف. اللغة : الإغارة : الهجوم على العدو والإيقاع به ، فرسانا : جمع فارس ، وهو راكب الفرس ، ركبانا : جمع راكب ، وهو أعم من الفارس.
(٢) هو عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري النحويّ اللغويّ ، صنّف : إعراب القرآن ، معاني القرآن ، جامع النحو ، مات سنة ٦٧٠ ه ق ، بغية الوعاة ٢ / ٦٣.