قال ابن هشام في المغني : وزعم شيخ شهاب الدين القرافيّ أنّه لا خلاف في دخول ما بعد حتى ، وليس كذلك بل الخلاف مشهور ، وإنّما الاتّفاق في حتى العاطفة ، والفرق أنّ العاطفة بمعنى الواو ، انتهى.
وجعل الرضيّ دخول ما بعد حتى في حكم ما قبلها منشأ لتوهّم ابن الحاجب ما ذكره في الكافية في حتى من مجيئها بمعنى مع كثيرا ، وإلا فهي لا تكون بمعنى مع ، قال بعض المحقّقين : والقياس أن يكون حكمه بأنّ إلى تأتي بمعنى مع قليلا أيضا متوهّما من دخول ما بعدها في حكم ما قبلها ، إلا أنّ الرضيّ لم يذكره.
«والكاف» : ولها خمسة معان :
أحدها : التشبيه ، نحو : زيد كالأسد.
الثاني : التعليل : أثبته قوم ، ونفاه الأكثرون ، وقيّد بعضهم جوازه بان تكون الكاف مكفوفة [بما] ك حكاية سيبويه «كما أنّه لا يعلم فتجاوز الله عنه» ، والحقّ جوازه في المجرّد عن ما ، نحو : (وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) [القصص / ٨٢] ، أي أعجب لعدم فلاحهم ، وفي المقرونة بما الكافّة كما في المثال ، وبما المصدريّة ، نحو : (وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ) [البقرة / ١٩٨] ، أي لأجل هدايته إيّاكم.
الثالث : الاستعلاء ، ذكره الأخفش والكوفيّون ، قيل لبعضهم : كيف أصبحت؟ فقال : كخير [أي على خير] ، وقيل في «كن كما أنت عليه» : إنّ المعنى على ما أنت عليه ، وفي هذا المثال أعاريب ، ذكرها في المغني.
الرابع : المبادرة : وذلك إذا اتّصلت بما ، نحو : سلّم كما تدخل ، وصلّ كما يدخل الوقت ، ذكره ابن الخبّاز في النهاية وأبو سعيد السيرافيّ وغيرهما ، وهو غريب ، قاله ابن هشام.
الخامس : التوكيد وهي الزائدة ، نحو : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشوري / ١١] ، إذ لا بدّ من الحكم بزيادة إحدى أداتي التشبيه ، وإلا صار المعنى ليس شيء مثل مثله ، فيلزم إثبات المثل لله تعالى ، ونفي المثليّة عن المثل ، وهو محال ، ولا سبيل إلى الحكم بزيادة مثل ، لأنّ زيادة ما هو على حرف واحد أولى ، ولا سيّما إذا كان من قسم الحرف ، لأنّه أولى بالزيادة من الاسم بل قيل : إنّ زيادة الاسم لم تثبت ، فكانت الكاف هي الزائدة.
قال ابن الجنيّ : وإنّما زيدت لتوكيد نفي المثل ، لأنّ زيادة الحرف كإعادة الجملة ثانيا ، هذا قول الجمهور. وقيل : الكاف غير زائدة ، والزائد مثل ، وليس بشيء لما مرّ ، وقيل : لا زائد منهما ، ثمّ اختلف ، فقيل : مثل بمعنى الذات ، وقيل : بمعنى الصفة ، وقيل : الكاف اسم مؤكّد بمثل كما عكس ذلك من قال [من الرجز] :